أوضح المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد أحمد حسن عسيري، أن الميليشيا الحوثية استهدفت أمس بعدد من قذائف الهاون وبعض صواريخ الكاتيوشا العشوائية بعض المدارس ومستشفى ميدانيا في مدينة نجران، مؤكدا أن هذا التصرف من الميليشيات الحوثية "ينسجم مع ما توقعناه من هذا النوع من الميليشيات، وهو رد على ما بادرت به قيادة التحالف أول من أمس بطرح موضوع الأعمال الإنسانية والمساعدات الإنسانية، وتوقيف العمليات لفترات محددة حتى تتم مبادرة الأعمال الإنسانية".
وقال العميد عسيري في حديث إلى قناة "العربية" أمس: هذا ينسجم مع ما سبق أن عملوه من رفض تام لقرار الأمم المتحدة 2216، ولا نتوقع خلاف ذلك من هذه الميليشيات الفاقدة لأي منهج أو برنامج سياسي، فهذه الميليشيات هدفها الوحيد هو القتل لمجرد القتل.
وأضاف: أطمئن المواطنين في نجران وفي المملكة، أن الوضع- ولله الحمد- تحت السيطرة، وأن القوات البرية وحرس الحدود يقومان الآن بواجبهما في التعامل مع مصدر هذه النيران والقضاء على من تجرأ على الحدود السعودية، كما ستقوم القوات الجوية بواجباتها في هذا الجانب، ولن يترك لهذه الأعمال أن تمر دون رد، مؤكدا أن مبادرة التحالف أول من أمس في موضوع العمليات الإنسانية لا يعني بأي حال من الأحوال، إيقاف الأعمال التي تدعم الدفاع عن أمن وسلامة حدود المملكة وأمن وسلامة المواطن اليمني. وأشار إلى أن هذه الممارسات متوقعة، وسنستمر في الرد عليها بكل حزم، لأن أحد أهداف عملية "إعادة الأمل" هو التصدي لأعمال الميليشيات الحوثية، وسينسجم الرد مع هذا العمل.
وحول وجود شهداء أو مصابين، قال العميد عسيري: لا يوجد داخل المدينة ولله الحمد أي شهداء أو مصابين، وهناك إصابات في المستشفى الميداني، وسيصدر- إن شاء الله- بيان مفصل من قبل وزارة الدفاع يوضح نوع الإصابات، ولكن في الوقت الحالي نطمئن المواطنين في مدينة نجران أن هذا متوقع نظرا لقرب المدينة من الحدود اليمنية، ووجود هذه النيران غير المباشرة التي يمكن أن تطال مساكن المواطنين، ولكن القوات المسلحة تقوم بواجبها لعدم تكرار مثل هذا الحدث، ولن يمر هذا العمل دون رد شاف وكاف.
وقال: سبق أن ذكرنا لكم أن من يأتون إلى الحدود السعودية هم انتحاريون لأن هناك- ولله الحمد- قدرة على ألا يعودوا وسيدمرون في مواقعهم، وستستمر القوات المسلحة في القيام بواجبها على جميع المجالات، للاستمرار في الحفاظ على أمن وسلامة حدود المملكة.وعن مصدر النيران والصواريخ، قال: طبيعة المنطقة الحدودية بين المملكة واليمن منطقة جبلية وعرة التضاريس وصعبة، ومجرد أن يكون هناك عدد من هؤلاء المتسللين بإحدى قذائف الهاون قد تحدث خسائر في المراكز الحدودية أو خلافه، ولذلك هم يتحركون، ولا يوجد قطاع ثابت، ونحن نتعامل مع جميع الحدود بنفس الدرجة من الاستعداد والجهوزية.
وأكد العميد عسيري أنه تم تحديد مصادر النيران، وأن مدفعية الميدان والراجمات وطائرات الأباتشي وطائرات القوات الجوية تتعامل مع الموقف، ولن يمر دون عقاب.
وأفاد بأن مدينة نجران تقع على الحدود، وتختلف مسافة قذائف الهاون، فهناك الهاون 80 والهاون 120، وهذه تختلف في مداها باختلاف الزاوية التي يمكن أن تطلق منها، وكذلك الحال بالنسبة لصواريخ الكاتيوشا. وقال "ما نؤكده أنه تم تحديد مصدر النيران والقوات البرية تعاملت مع الموقف وتتعامل مع المصدر الذي انطلقت منه هذه الجماعات، ونحن نعلم مصدرها، وهناك عمل الآن يتم على الأرض، وستشاهدون- إن شاء الله- النتائج في القريب العاجل بإذن الله".
وأضاف: النيران غير مباشرة بمعنى أنك تستطيع أن تطلق هذه النيران من خلف ساتر، هذا وضع القذائف التي سقطت على مدينة نجران، والقوات البرية وحرس الحدود يقومان بواجبهما على أكمل وجه، وهناك التزام من قيادة التحالف بأنه خلال عملية عاصفة الحزم سيكون دور رد الفعل إذا ما حدث هناك فعل، لأن قيادة التحالف تسعى إلى التهدئة وإعطاء المجال السياسي دورا وإعطاء الأعمال الإغاثية دورا، ولكن للأسف هذه الميليشيات فهمت الرسالة بشكل خاطئ، واعتقدت أنها ستستغل هذا الموقف، وتقوم بالتأثير على أمن وسلامة الحدود.وعن توقع أي تطور في تحركات قوات التحالف بعدما حدث أمس في نجران، قال العميد عسيري: الخيارات جميعها مفتوحة أمام قيادة التحالف لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان أمن وسلامة حدود المملكة، ولن يسمح لهذه الميليشيات بتكرار ما حدث منها، وسنتخذ كامل الإجراءات، والخيارات مطروحة.