شهدت مدينة المكلا مساء أول من أمس تظاهرة شعبية حاشدة، شارك فيها آلاف السكان، تعبيرا عن رفضهم لوجود عناصر تنظيم القاعدة في المدينة الذين باتوا يفرضون سيطرتهم عليها بقوة السلاح منذ مطلع الشهر الماضي، وهروب كل المسؤولين الحكوميين والأمنيين والعسكريين منها.
وانطلقت التظاهرة الشعبية عقب قيام عناصر التنظيم المتطرف باقتحام مسجد "الجامع"، أكبر مساجد المدينة لاعتقال أحد المشايخ المعتدلين الذي كان يخطب في الناس ويحثهم على رفض القبول بسيطرة القاعدة، وضرورة التصدي لها ولأفكارها الضالة. لكن تصدي المصلين والأهالي لهم، واندلاع عراك بالأيادي حال دون تمكن القاعدة من اعتقال الشيخ وانسحابهم خارج المكان. ليخرج الأهالي للتظاهر في شوارع وأحياء المدينة، مرددين الشعارات المناهضة للقاعدة. وكذلك للحوثيين، وما يرتكبونه من جرائم ضد الإنسانية في بقية المحافظات.
وتأتي هذه التظاهرة عقب يوم واحد فقط على خروج تظاهرة نسائية حاشدة بمدينة غيل با وزير شمال شرق المكلا، للتنديد بوجود تنظيم القاعدة، بعد أن كانت واحدة من أكثر مدن حضرموت التي نفذ فيها تنظيم القاعدة عمليات اغتيالات بحق أبنائها المنتسبين للجهاز الأمني.
وفيما يخص عمليات التجنيد، أكد عسكريون قدامى تم استدعاؤهم للخدمة من جديد من قبل اللجنة الأهلية للدفاع والأمن بحضرموت، أن عدد المسجلين في معسكر الثورة التابع للجنة بلغ قرابة 3 آلاف مجند، وأنهم بدأوا التدرب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وكانت عناصر القاعدة بالمكلا عمدت خلال اليوميين الماضيين إلى اختطاف رئيس اللجنة الأهلية للدفاع والأمن، العميد محمد سعيد الجريري، في طريق عودته من أحد المعسكرات الخاصة باللجنة بمديرية حجر، واتهموه بمحاولة تشكيل ميليشيات "صحوات" مناهضة للقاعدة. قبل أن يتم الإفراج عنه بعد تدخل قيادات في المجلس الأهلي الحضرمي.
على صعيد آخر، وصلت منفذ الوديعة الجانب اليمني نحو سبع شاحنات محملة بالمواد الغذائية والمُساعدات الطبية الإغاثية من أصل 30 شاحنة وناقلة قادمة من المملكة. وقال عاملون في المعبر إن إدارتهم تلقت تعليمات من الرئيس عبدربه منصور هادي عبر وكيل وادي وصحراء حضرموت، اللواء سالم المنهالي، تُفيد بضرورة السماح بدخول هذه القوافل الإغاثية وإعفائها من الرسوم الجمركية، حيث سيتم توزيع تلك المساعدات العاجلة لجهات خيرية ستتكفل بعملية توزيعها.
وكانت عناصر من القاعدة أطلقت على نفسها اسم "أبناء حضرموت"، تولت مسؤولية إدارة المدينة بعد مفاوضات طويلة أدت إلى تجاوز أزمة باندلاع اشتباكات، إذ تجمع أهالي المدينة خارجها وأصروا على خروج عناصر القاعدة، وتم الاتفاق على أن يتولى شباب حضرموت مسؤولية إدارة المدينة حتى تسليمها إلى لجنة من الإدارة الأهلية.
ورغم أن من يطلقون على أنفسهم اسم "شباب حضرموت" ينفون بصورة قاطعة أي علاقة لهم بتنظيم القاعدة، وإبداء استعدادهم للانسحاب من المدينة، فور تحقق الشروط اللازمة لذلك، إلا أن سكان المدينة أكدوا أكثر من مرة شكوكهم في تنفيذ هذا التعهد، مشيرين إلى أن هناك خطوات كثيرة اتخذها أعضاء التنظيم لتعزيز وجودهم في المدينة، ما ينذر باحتمال تجدد المواجهات بينهم وبين السكان الذين يرفضون وجودهم بصورة قاطعة.