كان مؤسفا أن تنزلق مؤسسة عريقة، يعود تاريخها قرونا من الثقل والأهمية الإسلامية المحترمة، عبر ممثلها ومستشارها القانوني في ورطة مع تفكير متقدم مثل إسلام البحيري. كان المتوقع والمنتظر أن تفيد منه، أو على الأقل أن تحاوره. بدلا من تكفيره.
الرجل على مدار أكثر من 300 حلقة كان يحاول جاهدا أن يغسل الصورة المؤسفة التي انتهى إليها المسلمون اليوم، على يد جماعات الدم، عبر مراجعته التراث ونقده له، بهدف أن يحرره من بغضائه وتشوهاته التي ألصقت بالدين وهي ضد جوهره ورسالته الإنسانية السامية. إسلام وبعد هذا الكم الهائل من الحلقات العلمية الجادة، لم يجدوا شيئا يذكر، فراحو يعالجون ما يرونه خطأ بخطأ!!. سنقول آلاف وآلاف المرات إننا بحاجة إلى مساءلة تراثنا في كل جهة، وليس هناك إمكانية لأي حلّ لا يبدأ من هذه النقطة. المسلمون اليوم يتجاوزون المليار، والإسلام يتداخل مع أدق تفاصيلهم في اليوم والليلة، بل وهو أحد أكبر مكونات - إن لم يكن أكبرها على الإطلاق - نظرتهم إلى العالم، إلى أنفسهم وقضاياهم، وإلى الآخر. حسنا لا بد من الدفع باتجاه مدني وإنساني متسامح وعادل ونقي في تقديم فكرة أفضل عن الإسلام لهذا الكم الهائل من البشر، ليس لمصلحة وأمان العالم فقط، بل لمصلحة المسلمين أنفسهم وأمانهم.