في ظل شكاوى متزايدة منذ أيام من أهالي جدة لما وصفوه بأزمة المياه بسبب توقف الضخ في الشبكات الرئيسة للأحياء، ومع ما تشهده صالات توزيع الصهاريج من زحام، وصلت مدة انتظار صهريج الماء عبر مركز الاتصال الموحد لشركة المياه الوطنية إلى 58 ساعة.
وأجرت "الوطن" اتصالا بمركز الاتصال الموحد بشركة المياه الوطنية "سقيا" لطلب صهريج مياه عبر رقم الهوية الوطنية ورقم الجوال، أكد موظف الاستقبال أن فترة الانتظار ستتجاوز الـ58 ساعة، بسبب الضغط على صالات توزيع مياه التحلية.
هذه المشكلة، وفي رده على سؤال "الوطن" بشأنها، قال مدير وحدة أعمال شركة المياه الوطنية بجدة محمد الزهراني "لن أصرح عن ذلك، ولدينا بيان صحفي ننتظر موافقة الوزير عليه، ولن أزيد على ذلك".
وفي صالات أشياب توزيع صهاريج المياه التقت "الوطن" المواطن أحمد العمري، الذي أكد أن ما يحدث من انقطاع المياه عن المنازل والشح الذي تعاني منه أحياء بعض جدة يحدث في مثل هذا الوقت من كل عام نتيجة قيام شركة التحلية بصيانة محطاتها، مستغربا أن تستغرق هذه الصيانة أوقاتا طويلة دون الالتفات لما قد يحدث بسببها. أما المواطن سعيد القحطاني، فقال إن شح المياه في أحياء من جدة يتسبب في تزاحم المواطنين للبحث عن صهاريج المياه عبر أشياب التحلية إلى جانب أن الموظفين في التحلية يشترطون خروج الصهريج مع السعودي فقط، ما زاد الأمر سوءا، موضحا أن حراس العمائر السكنية لا يستطيعون جلب صهاريج المياه إلا بوجود شخص سعودي، كاشفا أن هذه المشكلة تسببت في نشوء سوق سوداء بيع خلالها الصهريج بـ250 ريالا رغم أن سعره 133 ريالا فقط.
من جهتها، التقت "الوطن" بمسؤول في شركة المياه الوطنية بمقر توزيع الصهاريج، وتحدث عن المشكلة من دون ذكر اسمه كونه غير مخول له التصريح إلى وسائل الإعلام، قائلا إن ما حدث من انقطاع للمياه في بعض الأحياء كان نتيجة الصيانة التي تخضع لها محطة تحلية الشعبية التي حددت لها ثلاثة أشهر للصيانة ومع ذلك لجأت الشركة للاستفادة من المخزون الاحتياطي لكنه نفد، موضحا أن الشركة مسؤوليتها استقبال المياه من محطات التحلية وتنظيم توزيعها على أحياء جدة وما يحدث حاليا خارج اختصاصها. وذكر أن الشركة تستقبل عبر هاتفها المجاني نحو 1700 طلب يوميا يتم تنفيذ 600 طلب منها فقط والبقية تتم تلبيتها بحسب ظروف توافر الصهاريج، وربما تؤجل لأيام.