أكد رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة أحمد القرشي، أن جماعة الحوثيين المسلحة أكثر الأطراف ارتكابا لجريمة استخدام الأطفال في الحروب باليمن.

وقال في تصريح إلى "الوطن"، إن ظاهرة تجنيد الأطفال تفاقمت بشكل كبير منذ اجتياح ميليشيات الحوثي للعاصمة صنعاء في سبتمبر من العام المنصرم، والمتمردون الحوثيون هم أكثر أطراف الصراع ارتكابا لهذه الجريمة.

ولم تتوصل المنظمة التي تعمل في مجال رصد الانتهاكات التي تطال الأطفال ومعالجتها، وهي أبرز منظمة يمنية، إلى إحصاء معين للأطفال الذين يتم تجنيدهم، لكن القرشي أكد وجود الظاهرة وبنسب متفاوتة. متهما جماعة الحوثيين بإفشال خطة كانت قدمتها المنظمة للحكومة اليمنية، وتهدف إلى الحد من عملية تجنيد الأطفال؛ بيْد أن احتلال المتمردين للعاصمة ومدن يمنية أخرى تسبب في إسقاط المشروع، فضلا عن تفاقم المشكلة بانتشار الميليشيات الحوثية.

وتستخدم ميليشيات الحوثي، أطفال اليمن، كمقاتلين في جبهات الحروب وفي الخطوط الأمامية، كما تستخدمهم في الأغراض العسكرية الأخرى كالحماية والخدمات ونقاط التفتيش مستغلة بذلك الوضع الاقتصادي المتدني للأسر اليمنية.

وعما إذا كانت المنظمة خاطبت المتمردين الحوثيين بشأن القضية، قال "هؤلاء جماعة مسلحة وليسوا جهة رسمية نخاطبهم، نحن خاطبنا الحكومة أكثر من مرة بإلزام كل الأطراف، ومن بينهم المتمردون.

وعدّ القرشي هذا الانتهاك أخطر ما يتعرض له أطفال اليمن، إذ إنه يحرمهم من كل حقوقهم كالتعليم والرعاية الاجتماعية والصحية وغيرها، والأخطر من ذلك كله هو تعرض هؤلاء الأطفال في أغلب الحالات للموت، بسبب مشاركتهم في الأعمال القتالية والحربية لطرف ضد طرف. ووجهت منظمة سياج نداء استغاثة عاجلة، لإنقاذ ثمانية ملايين طفل يمني يعانون بسبب الأوضاع المتردية، بينهم نحو مليون رضيع يعيشون ما وصفتها المنظمة بأنها "كارثة غذائية وصحية".

وقال بيان الاستغاثة، الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه، إن معلومات مركز الرصد والحماية التابع للمنظمة يؤكد أن الأطفال يتهددهم الموت والأمراض الناتجة عن نقص التغذية والمياه الصالحة للشرب، وانعدام الخدمات الصحية بشكل شبه كامل.

وجددت المنظمة تحذيرها من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، نتيجة عدم وصول مواد غذائية وأدوية ومواد بترولية إلى اليمن منذ نحو شهر تقريبا.

وقالت إن المخزون الغذائي نفد بالنسبة لنحو 60% من الأسر اليمنية بشكل كلي، وأصبح من المتعذر عليهم تأمين حاجاتهم التموينية، داعية إلى سرعة نجدتهم. وناشد القرشي، عبر "الوطن"، قيادة دول التحالف إلى إنقاذ ملايين الأطفال المهددين بوقوع الكارثة، بسبب الحصار والحرب.

كما وجه القرشي في ختام تصريحه رسالة أخرى إلى جميع الأطراف في اليمن، بوقف تجنيد الأطفال والزج بهم في الحروب، وقال إن ذلك يعد مخالفة تعرض مرتكبيها إلى المساءلة والعقاب.