كما يقول المصريون "جات الطوبة في المعطوبة"، ووقع الشاب ضحية للمخدرات.. بدت الأعراض واضحة عليه.. إلى هنا والأمر يبدو طبيعيا.. طبيعيا جدا.. أم تظنون أن هذه الشحنات من الحبوب والهيروين والحشيش التي يتم القبض عليها في منافذنا تذهب علفا للأبقار والأغنام؟!
هي تذهب لأبنائكم فتُذهب عقولهم في غفلة منكم.
على أي حال، ليست هذه قضيتي اليوم.. القضية هي المعاناة الكبرى التي تعيشها بعض العائلات السعودية، تلك التي اُبتليت بإدمان أحد أبنائها للمخدرات، فأصبح يشكل خطرا محدقا بهذه الأسرة!
يقول لي أحد الزملاء: بحكم عملي في إحدى مؤسسات الدولة، فإنه يمر علي من القضايا ما يشيب لها رأسي، ووجدت أن أغلب قضايا المضاربات وقضايا السرقة والقتل، سببها الرئيس المخدرات، ثمة أسر تعيش الرعب الحقيقي.. نعم رعب فظيع.. إما من أب متعاط، أو أخ!
والأسوأ من ذلك -يقول الزميل- أن هناك أطفالا ونساء لا ذنب لهم إلا أنهم أسرة هذا المتعاطي.. ولك أن تتخيل حجم المأزق: من الذي يجرؤ من تلك الأسرة ويتقدم بطلب علاج هذا المدمن؛ هناك إجراءات طويلة، أحيانا لا يقبل بلاغ أخت المريض -أو أمه أو زوجته- بحجة أنها ليست ولية الأمر!
بعض المتعاطين آباؤهم متوفون.. وخلال هذا المد والجزر قد تزداد الحالة سوءا، أو تحصل جريمة الانتقام، حينما يكتشف المدمن أن أسرته هي التي قامت بالإبلاغ عنه.. هي المسافة الزمنية من مستشفى الأمل إلى المنزل لتحدث المأساة!
رجائي من المديرية العامة للمخدرات التي تقف بكل بسالة على الجبهة الرئيسية في مواجهة هذه الحرب القاتلة، أن تتبنى قضية المدمنين.. إذ مثلما تقبض على المهربين والمروجين، يجب أن تتعامل بالطريقة ذاتها مع المدمنين.. ليست كل الأسر قادرة على مواجهة أبنائها، أو علاجهم، أو توفير سرير طبي لهم..
أنقذوا أسر المدمنين من هذا العذاب، تبنوا مسألة احتجازهم وعلاجهم. الأمر أخطر مما تتخيلون.. الحكاية لدى كثير من الأسر في بلادنا هي: أن تنام وفي بيتك مدمن لا تدري متى سيرتكب جريمته، ومن هو ضحيته!