أثناء سماع "بعض" الأخبار تكون بين فرح وحزن، فليس مفرحا أن تسمع خبرا عن ضبط العشرات من أبناء وطنك وهم يسعون إلى الإجرام والتخريب في وطنهم، لكن المفرح أنهم سقطوا قبل أن يُسقطوا قتلى من بني جلدتهم.
الأرقام التي جاءت في بيان وزارة الداخلية أمس، التي تؤكد أنه تم ضبط 93 إرهابيا داخل السعودية، تكشف أمرين:
أولا: أن الوطن لا يزال مستهدفا من عصابات الإجرام بأعداد كبيرة من المخربين، وأنهم يجدون أدمغة قابلة للتفخيخ في الداخل لتنفجر بأهلها.
ثانيا: أن لدينا رجال أمن يقظين يسهرون من أجل الوطن، ويقضون على الشرور في مهدها بعون الله وتوفيقه.
مجرد محاولة "حصر" إنجازات وزارة الداخلية أمر شبه مستحيل؛ لأنها كل يوم تؤكد لنا وللعالم أن "السعودية" في أيد أمينة وتحت أعين يقظة، تبدأ من وزير الداخلية ولا تنتهي عند آخر رجل أمن، بل تمتد إلى كل مواطن فرح أمس بالإنجازات الأمنية التي حققتها وزارة الداخلية في ضبط هذا العدد من إرهابيين كانوا يعتزمون التفجير والقتل في بلاد الحرمين، ويدّعون بكل بجاحة أنهم "جند بلاد الحرمين" بينما هم أعداء بلاد الحرمين وأعداء الإسلام.
كل التفاصيل التي ذكرتها وزارة الداخلية في مؤتمرها الصحفي أمس، تدل على أن الإجرام هو عنوان الفئة الضالة، وأن أجساد الإرهابيين تحمل عقولا لا تبدع سوى في التفخيخ وصنع المتفجرات، ثم تجريبها لضمان أنها فعلا قاتلة ومدمرة، ويبدعون أكثر في التكفير والتجريم بينما هم أهل الإجرام، وأبعد الناس عن الإسلام الذي عنوانه السلام، ونبيه نبي الرحمة.
بعد مسيرة هذا الوطن في محاربة الإرهاب، وانتصاره على الإرهابيين حتى قضى على جيل الإرهابيين الأوائل، وهو يقضي اليوم على الصغار المغرر بهم للتخريب في وطنهم بحثا عن "جنة"، بعد كل تلك المسيرة: متى يعي هؤلاء أن مصيرهم السجن إن فكروا في التفجير واستهداف المنشآت الحكومية وقتل الأبرياء وإن نفذوا شيئا من أفكارهم؟
متى يعي هؤلاء أن الجنة لا تفتح أبوابها للقتلة والمجرمين؟ وأن قاتل النفس المحرمة لا يجد ريح الجنة؟ متى يستوعبون قول رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، "لو أنّ أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار"؟!