كشف المعارض الإيراني رضا زاده أن التدخل الإيراني في اليمن يعود إلى سنوات طويلة، مشيرا إلى أن كثيرا من الأساطير والخرافات تتحكم في عقليات صناع القرار في طهران. وأضاف زاده في حوار مع "الوطن" أن الرغبة في استهداف المملكة هو الذي دفع ساسة إيران إلى وضع أيديهم في أيدي الحوثيين، مؤكدا أن طهران خسرت ورقة اليمن التي كانت تريد استغلالها في مفاوضاتها حول ملفها النووي، بمجرد انطلاق عاصفة الحزم.. وتوقع زادة أن تواجه طهران في اليمن أياما سوداء، ووصف اليمن بأنه "فيتنام لإيران".
ووجه المعارض الإيراني انتقادات لاذعة للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، ووصفه بأن "سياسي فاسد، أثرى على حساب الفقراء في وطنه"، مشيراً إلى أنه نهب من ثروت الشعب اليمني قرابة 60 مليار دولار، وفق تقديرات الأمم المتحدة، وتوقع أن يكون مصير صالح كمصير بقية الطغاة في العالم.
وتابع بالقول إن المرشد علي خامنئي استغل الرئيس السابق أحمدي نجاد لتكدير صفو العلاقات مع الدول العربية، بعد أن كانت قد تمتعت بصفاء نسبي خلال حكم الرئيسين، هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي. هذا وغيره تجدونه في سطور الحوار التالي، فإلى مضابطه:
كيف ترى العلاقة الإيرانية مع دول المنطقة؟
هناك مصالح قومية للدول تفرض عليها بعض التدخلات، وكما أن إيران تحرص على أن تكون على وفاق مع الحكومة في العراق، فإن للمملكة الحق نفسه فيما يتعلق باليمن، إضافة إلى الأبعاد التاريخية التي تربط بين الشعبين السعودي واليمني، لذلك لم يكن بإمكان المملكة أن تقبل التدخل الإيراني في اليمن، أو أن تسمح بوجود حكومة موالية لإيران على حدودها الجنوبية.
وإيران خسرت معركة عاصفة الحزم بمجرد اندلاعها، لأنها كانت تريد استخدام ورقة اليمن في مفاوضاتها مع مجموعة 5+ 1، لكسب مزيد من الامتيازات، ولكن العاصفة حرقت هذه الورقة في أيدي الإيرانيين.
يتردد أن الاستراتيجية الإيرانية تركز على حتمية إيجاد الهلال الشيعي في المنطقة؟
مثل هذه الأوهام ليست موجودة إلا في خيال الولي الفقيه وزمرته، ولكن الشعب الإيراني لا ينظر لهذه الدعاوى على أنها أمور قابلة للتحقق، وسبق للعاهل الأردني أن صرح قبل سنوات أن هناك محولات إيرانية لإقامة هذا الهلال، ولكني أعتبره محض خيال، إضافة إلى أن شيعة الخليج لا يتبعون للولي الفقيه الإيراني.
ما طموح إيران في اليمن من خلال دعمهم للحوثيين؟
هناك رواية قرأتها في أحد مواقع الحرس الثوري في الإنترنت، وهي نوع من الخرافات، تقول إن التاريخ سيكرر نفسه، وإن كسرى ساعد جد الحوثيين في مواجهة أبرهة في اليمن، وأن القائد الإيراني في ذلك الوقت واسمه واعرز فرض سلطته على اليمن وأصبحت جزءا من الإمبراطورية الفارسية، وتتحدث الرواية عن أن خامنئي هو كسرى المعاصر، هكذا صوروا الوضع في اليمن. ولكن المواطن الإيراني لم يعد مؤمنا بهذه الخرافات، فهو يتابع التلفاز ويرى شبانا حفاة يمضغون القات ويطلقون النيران في كل صوب، والحقيقة أن إيران تريد من اليمن قاعدة انطلاق ضد الدول العربية.
هل يعني ذلك أن المملكة هي هدف الأنظمة الإيرانية؟
وهل يشك أحد في ذلك؟ السعودية مستهدفة منذ زمن والموقع الجغرافي لليمن المحاذي للمملكة هو الذي أغراهم بالتدخل فيه.
وهل هذا التخطيط كان سببا في انتقال صالح من الحضن الخليجي إلى حضن إيران؟
صالح في الأساس سياسي فاسد، سرق من بلد فقير 60 مليار دولار، وبلده يحتاج للمساعدات من دول شقيقة، وملفه مليء بالدماء والتمرد، وهو حاليا يتصدر قائمة رجال الولي الفقيه، وأتوقع أن تكون نهايته مشابهة لنهاية الطغاة.
السياسة الإيرانية تجاه دول الخليج متقلبة، وتختلف باختلاف الرؤساء، ما السبب في ذلك؟
الرئيس الذي ينتخبه أكثر من 20 مليون إيراني هو رئيس تنفيذي لما يراه الولي الفقيه، وكان ذلك واضحا في العلاقات السعودية الإيرانية في عهد خاتمي ورفسنجاني، ولكن بعد فترة سخر خامنئي الرئيس السابق أحمدي نجاد لتحقيق أهداف مغرضة، وبذلك تأثرت علاقات إيران بدول المنطقة.
هل ترى التدخل الإيراني في اليمن باب جحيم جديدا؟
بكل تأكيد، اليمن هي فيتنام إيران، وطهران خسرت معنويا في اليمن ما لم تخسره في الحرب العراقية الإيرانية، لأن اليمن مختلف تماما، وهي خسرت ورقته إلى الأبد، والدور الإيراني انتهى منذ إعلان عاصفة الحزم ومبادراتها الحالية تهدف هي لحفظ ماء الوجه فقط، لأنها تعلم أن لا أحد سيقبل بمبادراتها.
يخرج علينا بعض ساسة إيران بتصريحات مستفزة بين فينة وأخرى، إلام تعزون السبب في ذلك؟
هي تصريحات هوائية، وعنتريات لا أساس لها في أرض الواقع، ويرفضها العقلاء، لكنهم يطلقونها بين فينة وأخرى لنيل رضا المرشد، ليس أكثر.
القيادة الإيرانية تركز على إيجاد ما تسميه "الهلال الشيعي"، وهو ما لا توافق عليه غالبية الشعب الإيراني، ومن العوامل التي تعوق تحقيق هذا المخطط هو أن غالبية الشيعة العرب لا يؤمنون بولاية الفقيه الإيراني، كما أن غالبية الشعب باتت تتململ بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تكابدها.
دعاوى إيران بوجود مصالح أمنية لها مع اليمن هي محض ادعاءات لا أساس لها على أرض الواقع، وغاية ما تريده طهران من صنعاء هو موقعها الجغرافي المحاذي للحدود السعودية، حيث تريد إيران زعزعة استقرار المنطقة، لمنع الدول العربية من التفكير في التصدي لمخططاتها في الدول العربية الأخرى، وشغلها عن ذلك بالتفكير في شؤونها الداخلية، مضيفاً أن هذا المخطط أصبح في مهب الريح بعد انطلاق عمليات عاصفة الحزم.