حركة بطيئة جدا تسبق اجتماعي الجمعية العمومية (الهامين) العادي وغير العادي اللذين سيعقدان في ذكرى اليوم الذي تم فيه اعتماد اتحاد كرة القدم في الفيفا يوم 10 يونيو 1956م بمسمى "إدارة الرياضة والكشافة بوزارة الداخلية بمكة المكرمة" أي قبل 59 عاما.
إرهاصات كثيرة وصعوبات وخلط في الأوراق تسبق هذا الملتقى التاريخي لعائلة كرة القدم السعودية بعد خارطة الطريق التي اعتمدها الفيفا على إثر الزيارة التفتيشية التي حدثت لأول مرة في تاريخ الاتحاد الذي كان (بقوته وهيبته) يقرر ضم اتحادات وإبعاد أخرى في فيفا والاتحاد الآسيوي.
هدوء وصمت مشوب بالحذر بين طرفي الصراع اتحاد القدم (الأمانة العامة) وممثلي الجمعية العمومية المثبتين، والتزام للصمت وانتظار وترقب لما ستسفر عنه الأيام المقبلة خصوصا وأن مخاطبات الاتحاد اتجهت للكيانات ولم تتجه للممثلين وهو ما سيجعل الأمر عرضة للأخذ والرد.
اجتماعان في يوم واحد الأول عادي والآخر غير عادي لمناقشة المصادقة على تعديلات النظام التي قامت بها الشركة الاستثمارية والتسويقية في مجال اللعبة (ديلويت) حيث تم بعث النظام للكيانات لأخذ رأيهم في التعديلات التي أجريت على النظام الحالي المعتمد منذ نوفمبر 2012م ولا يزال ساري المفعول.
في اليوم التاريخي سوف يحضر ممثل الكيان الذي اختاره مجلس الإدارة الحالي وسوف يحضر الممثل المثبت بموجب النظام الأساس الذي صادق واعتمد مثل هذه الفقرة "المخجلة" لأجل عيون شخص أو شخصين وعندها ستكون اللحظة الحاسمة!! هل سيسمح للممثل المثبت للكيان بموجب النظام الأساس حضور الاجتماع والمناقشة والتصويت أم سيسمح للممثل الذي سماه العضو في الجمعية وهو النادي وأرسل خطابا رسميا بذلك..أم سيتم اختراع شيء جديد كما هي عادتنا؟؟
لقد اطلعت على نظام "ديلويت" الجديد وبعض التعديلات لبعض الكيانات ولاحظت وجود الكثير من الأخطاء والنقاط التي تحتاج إلى مراجعة وتعديل وأؤكد للجميع أن هذه النقاط إن لم تعدل ستكون "ورطة" جديدة سيعيشها اتحاد القدم في المستقبل إن هو استطاع تجاوز أزمة اجتماعي يونيو 2015.
أنا حزين على أن اتحادا شامخا مثل الاتحاد السعودي لكرة القدم وبعد عمره المديد أجده عاجزا عن صياغة نظام أساس سليم وصحيح رغم وجود نظام قياسي معتمد من فيفا يمكن الاستفادة منه، ويرمي بكل الكوادر السعودية والخبرات الموجودة في البلد في مجال الأنظمة واللوائح الكروية جانبا، ويذهب إلى شركات تجارية وربحية لإعداد نظامه الأساس!! ومع ذلك هناك أخطاء إجرائية وإدارية وفنية في النظام الذي قاموا بإعداده وهو الآن يعرض على الكيانات لاعتماده في يونيو المقبل.
ختاما أقول إن اتحاد القدم يحتاج إلى قرارات صعبة في المرحلة المقبلة لانتشاله من حالة الوهن والضعف التي يعيشها منذ انتخابه ومن سوء التنظيم وقلة حيلة وخبرة وكفاءة بعض أعضائه وأعضاء لجانه، رغم أن المدة المتبقية من عمره فيما يبدو لي ستكون مرحلة "تسيير أعمال" أكثر منها مرحلة قرارات صعبة، وعليه فإنني أنتظر الإدارة الجديدة في ديسمبر 2016 لعلها تكتب تاريخا جديدا لاتحاد كان يشار له بالبنان وكانت نتائجه مفخرة لكل سعودي.