سيطرت المقاومة الشعبية في عدن على كامل محيط مطار المدينة الدولي، وأرغمت المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على مغادرته، بعد معارك تكبد فيها المتمردون خسائر كبيرة في الأرواح. يأتي ذلك التطور بعد إيقاف محاور إمداد المتمردين في المدينة، عبر قصف عنيف شنته طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة على الطريق الساحلي الرابط بين عدن وأبين.

وكانت طائرات التحالف قد استجابت لطلب المقاومة الشعبية في عدن بقصف الطريق الساحلي بين عدن وأبين، بوصفه طريق الإمداد الوحيد الذي كان المتمردون يحصلون منه على الإمدادات التي تعينهم على مواصلة القتال في مطار عدن، بعد أن حاصرهم المتمردون داخله، فشنت طائرات التحالف ليل أول من أمس قصفاً هو الأعنف والأشد، استهدف إمدادات المتمردين، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى تدمير عدد كبير من الآليات والمعدات العسكرية التي كانت في طريقها لدعم التمرد.

وتواصل قصف التحالف ليشمل مناطق تجمع للحوثيين في أنحاء عدن، من بينها منطقة اللحوم، ومنطقة دار سعد شمالي المدينة.

وفي تعز، دارت اشتباكات شرسة أمس بين المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي وصالح التي تحاول السيطرة على المدينة، وتتركز الاشتباكات في منطقة "حوض الأشراف" ومحيط مقر السلطة المحلية، بينما سمع دوي انفجارات جرّاء استخدام الحوثيين والقوات الموالية لهم الأسلحة الثقيلة. وأشارت مصادر من داخل المدينة إلى أن عشرة حوثيين لقوا حتفهم وأصيب سبعة آخرون، في كمين نصبته المقاومة الشعبية لتعزيزات للحوثيين كانت متجهة إلى عدن. كما تم تدمير عدد من الآليات في الكمين الذي وقع بين منطقة الدمنة والراهدة شرقي مدينة تعز.

كما تقدمت المقاومة في شمال المدينة، وسيطرت على نقطة عسكرية في شارع الخمسين، وبدأ الثوار في تمشيط المنطقة من مليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. كما أحكموا سيطرتهم على حي المستشفى الجمهوري، وأعطبوا دبابة عسكرية بجولة حوض الأشرف قرب مبنى المحافظة، التي شهدت اشتباكات عنيفة استمرت لساعات بين المقاومة الشعبية والمسلحين الحوثيين وقوات صالح.

واتسعت دائرة الاشتباكات بين الجانبين، وازدادت المواجهات عنفاً، حيث واصلت المقاومة تقدمها واتساع سيطرتها على المزيد من المواقع الاستراتيجية والتلال المرتفعة في المدينة، ووجهت ضربات قوية عدة للمتمردين في ظل قصف وحشي وعشوائي من المتمردين على الأحياء السكنية، ولم تسلم من ذلك المشافي إذ تم قصف المستشفى الجمهوري.

وكذلك سيطرت المقاومة الشعبية على نقطة الخمسين والمناطق المجاورة لها شمال المدينة، وذلك بعد اشتباكات مع ميليشيا الحوثي وصالح، فيما تقوم الدبابات والمدافع التابعة للمتمردين في معسكر قوات الأمن الخاصة بتعز بقصف عدد من الأحياء.

في غضون ذلك، لقي 14 مسلحا حوثيا مصرعهم في كمين نفذه مقاتلو القبائل، استهدف رتلا عسكريا كان في طريقه من أرحب شمال صنعاء إلى الجوف.

وفي محافظة مأرب، شمال شرق العاصمة صنعاء، تقدمت المقاومة الشعبية في الجبهة الجنوبية الشرقية، وبالتحديد في مديرية حريب الحدودية، وكذلك في الجبهة الغربية. وأشارت مصادر في المقاومة إلى أنها تمكنت من إجبار الحوثيين في هاتين الجبهتين على الانسحاب إلى مواقع خلفية. ما دفع المتمردين إلى قصف أحياء الأشبط والجهيم بالدبابات والمدفعية الثقيلة.

وأكدت مصادر طبية أن القبائل تمكنت بمساعدة الجيش الموالي للشرعية من قتل العشرات من المتمردين الحوثيين، كما قامت القبائل والوحدات العسكرية الموالية للشرعية بتدمير عدد من الآليات العسكرية للمتمردين والاستيلاء على مواقعهم.