يظل شهر رجب من كل عام هجري علامة فارقة في حياة موظفي الدولة، ففيه التوديع التقليدي للمتقاعدين الذين يزيدون عن عشرين ألف موظف سنويا، والترحيب بقادمين تسلموا الأمانة وحملوا لنا مشاعل الأمل بمرحلة إنتاجية جديدة.
ودعت عسير بعض القياديين البارزين هذا الشهر، منهم المهندس علي بن سعيد بن مسفر مدير عام الطرق، والمهندس إبراهيم الخليل أمين منطقة عسير. أمين عسير اختلف حوله الكثير بين مادح وقادح وكتبت عنه مرة واحدة بعد عبارته الشهيرة "توكل على الله" وقلت إن المواطن المعني تخصص في استفزاز المسؤولين وكثرة المراجعات والمناكفات ولذا خرج الأمين عن طوره وأطلق عبارته الشهيرة بسبب تكرار الشكوى واحتكار الوقت، واكتفيت بزاوية الرؤية التي أخذتها من أقرب الأصدقاء للأمين -وهم قلة- والذي أثق فيه كثيرا عندما قال لي ذات مساء وأثناء الحديث عن الأمين: "الرجل نظيف" وقال لي كلاما جميلا عنه، لذا أكتفي بعبارة "نظيف" وهو كذلك ولا نزكي على الله أحدا..
إذن غادر علي بن مسفر الذي سار على سمت والده بوقاره ونقاء سريرته وعلى نهج جده عبدالله بن مسفر أحد وجهاء عسير. وقد بدأ مشواره الوظيفي وأنهاه بشكل مشرف له ولأسرته. وأيضا غادر الأمين غرة رجب وأتى أمين جديد بدأ يكتب وثيقة تقديره واحترامه من أول يوم وبدأ يضع نقاط التفاؤل على سطور العمل اليومي.
وداعا للنقي المهندس علي بن مسفر، ووداعا لـ"النظيف" الأمين إبراهيم خليل ومرحبا بالأمين الجديد "القاضي" ففيه الخصم والحكمُ، وله من زملاءه في الأمانة الدعم والمساندة، ومنا الدعاء.