مازال "الأخ/ أنا" مصرَّاً على أن الفلسفة يجب أن تكون أبسط العلوم، وأقربها للفهم والتناول؛ لأنها تدغدغ غريزة "التفكير"، التي هي ـ كما قال منذ "مبطي" ـ "سيدة الغرائز" بلا منازع! لماذا؟ لأنها الغريزة الوحيدة التي لا تتوقف لحظة: إنك تفكر وأنت كئيب، وتفكر وأنت سعيد، وتفكر وأنت "كَعِيدٌ"، أي: "كئيب سعيد" في آنٍ واحدٍ،على رأي "العندليب" في الرائعة الوهابية/ "فاتت جنبنا": "فرحان عايز أضحك/ مهموم عايز أبكي"! ولعل خير توضيح لها هو: أستاذنا/ "عبدالله الكعيد"، واسمه الحركي/ "أبو سحر" ـ مع مراعاة أن التصغير "كُعَيْد"؛ جاء بطريقة "القُصْمَنْجِ" العريقة أويلاه ـ حيث إنه لايدري هذه الأيام، وقد استقر به المقام في "أبها": أهو سعيد باكتشافها، ولهذا "يداوم" في سوق "الثلاثاء" يومياً/ ليلياً، بدون "اختلاط" كما ترون؟ أم هو "كئيبٌ"؛ لأنه لم يكتشف "السودة" كل هذه السنين، وهو الذي لم يترك بلداً لم "يتبطبط" بها؟ أي يحاكي "ابن بطوطة"، لا تذهبوا بعيداً! أين وصلنا؟ نعم.. وتفكر مستيقظاً بأحلام اليقظة، وتفكر نائماً بكوابيس الدوام يوم السبت! وكل غريزةٍ ـ كما قلنا ذات "سحيماوية" ـ يتوقف الشعور بها لحظة إشباعها، إلا التفكير!
أما إذا شعرت بعسرٍ هضم لتناولك بعض المصطلحات الفلسفية العميقة ـ وليس بأثرٍ رجعي لحليب الأطفال "الـمُحَشْرَن" ـ مثل: "الديالكتيكية المثالية الهيغلية"، و"الديالكتيكية المادية الماركسية"، فما لك إلا فلسفة "الشحرورة الديناصورة": "ع البساطة البساطة/ ياعيني ع البساطة"! التي تقترح عليك مصطلح: "المصارعة الحرة التاريخية"! لتحل مشكلة: هل الروح أساس تلك "الديالكتيكية"، كما يرى الزميل/ "هيغل"؟ أم إن المادة هي الأساس، كما يرى الزميل/ "فيورباخ" ومن "تَمَرْكَسَ" بعده؟ فهل رأيت "لويس مارتنيز" يصارع "توني غاريا" بروحه فقط؟ أو بجسده فقط؟ بالله عليكنكم: هل يحتاج هذا لأن نزعج الزميل/ "عمانول كانط"، في نقده "العقل المحض" كل مرة؟ أما أن تكون المصارعة "تاريخية"، فهذا يبسط لك "تاريخانية هيغل" الشهيرة: حين تضع بدلاً من "هوك هوغان"، و"دستي رودز"، وبقية شلة "إبراهيم الراشد" ـ رحمه الله ـ النماذج الـ(23) التي أحصاها الزميل/ "كارل يونغ" مثنى مثنى: "الخير، الشر"، "الحق، الباطل"، "الجمال، القبح"... إلى أخِّخخه! وتتخيل "الحلبة": "منحة عشوائية" من الظروف الزمانية والمكانية، و"الزمكانية"، و"المكزانية"، التي تشكل "السياق التاريخي"! وكما في أي مصارعة حرة؛ فإن الجولات تتكرر بين فترة وأخرى، والأمور سجال بين المتصارعين، فمرة يستبد "الشر"، ومراتٍ ينتصر "الخير".. و"أهو من دا ودا/ الحب كدا/ مش عايزه كلام...!
ولتتأكد من أنَّ "سيدة الغرائز" عندك لا تحتاج "مقويّات": استرجع مصارعة "الطب والجراحة" بين "الأطاتركيين" ـ عملاً بنصيحة الجميل/ "أبي عامر" ـ "كمال، والطيب"، ثم اترك الحلبة "التركية"، وانتقل للحلبة "الإيرانية"، و"العراقية"، و"السودانية"، و"الباكستانية"، و..."غَدِّيني جبنة وزيتون/ وتعشيني بطاطا"!
[email protected]