بايع إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد، ولي العهد، وولي ولي العهد على كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والسمع والطاعة.

وقال نسأل الله العلي القدير، أن يجعل في هذا الاختيار خير البلاد والعباد، وأن يوفقهما ويسددهما ويجعلهما خير عضد لولي الأمر، وحفظهم إنه سميع مجيب.

ودعا الله أن يبارك لهذه الدولة المباركة تجددها وحيويتها، فهي دولة متجددة محافظة ذات مبادرات حكيمة وقوية، ترسم الخطوط لأجيال المستقبل، وتضع أولويات البلاد في مقدمة اهتمامها، في ظل ظروف المنطقة المحيطة، تجدد وثبات، ثبات على ثوابت الدولة وأصولها المنطلقة من كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وتثبيت أركان الحكم وقوته وحيويته بما يعزز مكانة الدولة إقليميا ودوليا، ومواصلة مسيرة التطوير والتحديث والبناء والنماء.

حكمة القيادة

وأكد ابن حميد، أن المملكة لم تكن في يوم عدائية أو عدوانية، والمشهود لها بأنها معتدلة برزانة سياستها وهدوء تعاملها وحكمة قائدها سلمان الحزم والعدالة دؤوب العمل كتوم التصرف شجاع القرار السلام ديدنه، ولم يكن هدفه من عاصفة الحزم سوى بسط السلام والشرعية بين الجميع.

واصفاً خلال خطبته يوم أمس بالحرم المكي العلاقة التي يرتبط بها كل المسلمين بهذا المكان تعود إلى روابط العقيدة والدين والإيمان والأمن والأمان في أطهر هذه البقاع، فهي علاقة متينة عميقة قديمة فوق اعتبار الزمان والمكان.

وأرجع هذا التحالف الذي دحر الظلم والعدوان إلى الثقة التي تحظى بها المملكة لمكانتها ومصداقيتها وعقيدتها وقوتها وقيادتها العادلة، لذا التف الجميع حولها يسلمونها زمام المبادرة في قيادة تحالف عاصفة الحزم المباركة.

ونوه إلى أن هذا التحالف أتى لرد هذا التمدد الذي يستهدف إلى نزف دماء المسلمين ونشر الإرهاب عبر عصابات جاهلة لا مستقبل لها في دينها ولا في أوطانها، بل إن الجميع أدرك أن مهمة هؤلاء نشر الفوضى والفرقة ودعم الطائفية والخلافات فيما بينها.

 حق الجوار

وأردف ابن حميد قائلاً: إن هذه الفئة الحوثية المنحرفة الضالة أتت في اليمن العزيز لتدمر كل شيء من قتلٍ لأبنائها وهدم لمساجدهم ومدارسهم وجامعاتهم حتى وصل التطاول إلى شرعيتهم وإنزال الحاكم من كرسيه، ولم يستجيبوا لأي نداءات لذا ما أفسد بالقوة فلا يصلح إلا بالقوة، وكل هؤلاء هم خنجرٌ يستخدمهم غيرهم لنشر طائفيتهم وعصبيتهم المقيتة التي لقيت تحالف الحق لهدم كل أفكارهم.

مشدداً أن الخلاف في هذه الأزمات ليس مع الطوائف أو المذاهب أو التشيع، وإنما الخلاف أتى من هؤلاء لأجل السياسات والتوسع وأطماع وسوء خلافات مع الجيران متجاهلين حق الجوار وأدب الجوار في الإسلام، فالفرق والمذاهب موجودة منذ العصور الأولى في الإسلام، ولكن هذا التطاول اليوم يأتي لتوظيف الطائفية وانتهاك حقوق الدول والشعوب وإدخال التعصب بينهم عبر الإعلام والسلاح ليتقاتل أهل البلد فيما بينهم.

وطالب الجميع بأن يمدوا أيديهم لهذه الدولة المباركة التي تتميز سياستها بالمرونة والرزانة في كل ما يحدث حولها، لكنها اضطرت إلى الخروج عن ذلك فقست ليعتدلوا ويعودوا إلى الطريق الصحيح، فعاصفة الحزم انتهت وبدأ الأمل لعودة اليمن إلى ما كان عليه.

 توطيد الحكم

وفي المدينة المنورة، بارك إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة الشيخ صلاح بن محمد البدير، الأوامر الملكية الكريمة التي تهدف إلى توطيد الحكم وأركانه وإرسائه وتثبيت بنيانه، مبايعا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وليا لولي العهد، سائلا الله أن يمدهم بالعون والتوفيق والتسديد، كما بارك الإنجازات الأمنية في تتبع الفئة الضالة.

وفي خطبته أمس، دعا البدير، الله أن ينصر جنودنا البواسل المرابطين على حدود مملكتنا الحبيبة وأن يقوي عزائمهم وينصرهم ويسدد رميهم.

وأكد أن من أكبر النعم التي نعيشها أننا نعيش في بلد طاهر وأمن ظاهر ورزق وافر تحت ولاية مؤمنة تدين بالحكم لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ودولة قائمة على أساس متين من الدين والتوحيد والإيمان والسنة والشريعة والوحدة واللحمة والحكمة والقوة، مطالبا بصون هذا البلد وأمنه من السفهاء العابثين والخوارج المارقين وأرباب الفتنة الضالين الذين يسعون إلى نشر الفوضى وزعزعة الأمن.