في خطوة عدها مراقبون دليلا على الشعور بالنهاية الحتمية والتخبط الواضح، جراء الهزائم المتلاحقة، يسعى الحوثيون إلى محاكمة عشرات الشخصيات اليمنية المناهضة للانقلاب، الذي يقودونه بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ضد الشرعية في اليمن. وقالت وكالة "سبأ" الإخبارية التي تسيطر عليها الميليشيا الحوثية، إن النائب العام وجه بالتحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة مع 39 شخصا، يوجد بعضهم داخل اليمن والبعض الآخر خارجه، بتهمة "المساس باستقلال الجمهورية اليمنية، ووحدتها وسلامة أراضيها". في إشارة إلى رفض هؤلاء الناشطين لانقلابهم وتأييدهم لعمليات قوات التحالف في اليمن.

ومن بين من شملهم تحقيق الحوثيين، الناشطة اليمنية والفائزة بجائزة نوبل للسلام توكل كرمان، ومسؤولون حكوميون، منهم رئيس جهاز الأمن القومي، اللواء علي الأحمدي، ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن، اللواء علي محسن الأحمر، ووزير الدفاع، محمود الصبيحي، ووزيرة الإعلام، نادية السقاف. وصحفيون، منهم حمود منصر، وأحمد الشلفي، إضافة إلى شخصيات قبلية منها الشيخ حميد الأحمر، والشيخ محمد ناجي الشايف.

وقوبل هذا الإجراء، بسخرية لاذعة وتجاهل تام من عدد ممن وردت أسماؤهم في قائمة التحقيق، الذي تقدمت بطلبه منظمة حوثية تعرف نفسها باسم "المركز القانوني للحقوق والتنمية"، معتبرين هذا الإجراء مؤشرا لهزيمة الانقلابيين، ونفاد كل أوراقهم التي كانوا يستخدمونها ضد معارضيهم خلال الأشهر القليلة الماضية.

وعلق الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور محمد جميح على إجراء الانقلابيين الحوثيين بالقول مستغربا "أعداء الجمهورية من الإماميين الجدد يقدمون بلاغا ضدي، وضد آخرين، إلى النائب العام، بتهمة "المساس باستقلال الجمهورية ووحدتها وسلامة أراضيها"، وتابع ساخرا "من لا يملك شرعية يقدمنا للمحاكمات".

وأضاف في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك" "المجرم الذي قاد عملية انقلابية واضحة ضد الجمهورية يقدم من لا سلطة له عليه للمحاكمة، والمجرم يحاكم ضحاياه، ومن يقوم بالقتل يحاكم من يقول بالرأي، ومن دمر البلاد على رؤوس أهلها يجرؤ على الوقاحة، وكما يقولون شر البلية ما يضحك".

أما الناشط اليمني حمزة الكمالي، فتحدث باستهزاء عن إدراج اسمه ضمن التحقيق، وقال: "إذا كنت أنا أهدد أمن اليمن، واستقلاله، وسلامة أرضيه، كما قال الانقلابيون الحوثيون، فماذا يعملون هم؟ هل يوزعون الورود، أو يبنون المدارس والمستشفيات؟".

ووصف الإجراء من أساسه بـ"الوقاحة الكبيرة"، وخاطب جماعة الحوثيين بالقول: "إذا كنت أنا سأذهب إلى المحكمة للتحقيق معي، فيجب أن تذهبوا أنتم إلى مصحة عقلية، لأنكم جماعة متخلفة عقليا".

ويمارس الانقلابيون الحوثيون حملات تحريض ضد ناشطين وصحفيين وسياسيين معارضين لهم، علاوة على تنفيذهم اعتداءات واختطافات استهدفت العشرات منهم، بدون أي تهمة سوى أنهم يرفضون انقلابهم وحروبهم العبثية ضد اليمنيين في محافظات عدة.