في عرس أبها الثقافي الأول، كنا نتطلع أن تقف وزارة الثقافة والإعلام على مقربة منا. تشاركنا تفاصيل هذا العرس.. تمسك بأدوات حياكة الثقافة.. وتعاوننا لننسج ثوبا ضافيا نرتديه جميعا في هذا العرس الثقافي المبهر، خصوصا وأن هذا الفرح كان في جنوبي قلب الوطن، ومهبط أفئدة العشاق، وملهمة الشعراء، ومزار الأدباء الأول "أبها البهية" التي قيل عنها: إنها "ترد الكهلة صبية".. وقبل كل هذا فلأن أفئدة أهلنا في أرجاء الوطن الحبيب وأعناقهم مع الحد الجنوبي.

ليست أبها كغيرها من المدن الطاردة للمبدعين، فهي معلم سياحي تاريخي ثقافي، يكفي أن تقف فوق قمة أحد جبالها لترى تفاصيل الجمال وعبق الماضي ماثلة أمامك.. في سبلها وثمايل غفرانها و"جرن" قراها.

ليس فقط هذا المحفز الوحيد، بل هي تحتضن تحت ترابها وفوقه أسماء ثقافية عريقة لا يملك المرء إلا أن يتمنى لقاءهم. كان على الوزارة الموقرة منحنا سبب غيابها لنحترمه جميعا.

غاب نجوم عن ملتقانا، وحضر بدر كان وجوده داعما ومحفزا لتنشيط الحركة الثقافية وتطورها واستمرارها.

جاء ابن خالد بن عبدالعزيز.. الأمير فيصل بن خالد.. حضر داعما مباركا مساندا نادي أبها الأدبي. والحق أن حضوره كان مؤثرا ومسهما في إنجاح الملتقى. وليس غريبا، فهذا ما اعتدنا عليه من التفاف قيادتنا حولنا في السراء والضراء، فقد كان الأمير فيصل يعيش تفاصيل ملتقانا منذ كان بذرة، بارك زرعها وتعهدها بعناية فائقة، ووفر لها البيئة المناسبة، فكان مساندا لسعادة رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة، حتى كبرت هذه البذرة وأصبحت شجرة يانعة تفيأ تحت ظلالها عشرات الأسماء من شتى أنحاء البلاد العربية، وجاء ابن خالد ليشاركنا يوم الحصاد وقطف الثمار، وبحمد الله كانت ثمارا ناضجة ربت في أرض غنية بالوعي والفهم الراقي، مسيجة بالقيم والدين والعروبة، تناوش السحاب، وتعانق جبال عسير، فلله الفضل والمنة على هذا العطاء، وللأمير الواعي الشكر والتقدير على تفهمه حاجة المنطقة لاستمرار هذا العطاء الثقافي وتنشيطه بين الفينة والأخرى، وكان آخر دعم له حضوره هذا المؤتمر، ومباركة هذا العمل الناجح ولقاءه ضيوفه، وقبول عضوية النادي الشرفية.

كل هذا يدل أنه يولي الثقافة والمثقفين جل اهتمامه ورعايته، ويسعى إلى أن تكون المنطقة منبرا ثقافيا عالميا، وقبلة لمختلف الثقافات وشتى الحضارات.