أضاف خاتم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود إلى القاعة التذكارية الخاصة بالمؤسس الموجودة في دارة الملك عبدالعزيز بعدا تاريخيا جديدا لمكونات القاعة التي تعد مصدرا مهما من مصادر تاريخ المملكة العربية السعودية، بما تحويه من كتب في مجالات الشريعة والحياة، وأدوات كان يستخدمها الملك عبدالعزيز إبان فترة حياته، مثل سيف "رقبان" أحد السيوف القديمة المحببة إليه، رحمه الله، كما ذكرت صحيفة "أم القرى" في عددها الصادر بتاريخ 4/ 5/ 1349.
وجاء توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، بإيداع هذا الخاتم في الدارة لأنه يحمل الختم الرسمي للملك عبدالعزيز، ويمثل رمزية وتوثيق للناحية الإدارية في عهده، علاوة على أنه من الآليات العملية في تسيير شؤون الحكم، من رسائل أو أوامر، ونقش عليه اسم الملك عبدالعزيز ثلاثيا وتاريخ صنعه.
وتتفرع موجودات قاعة الملك عبدالعزيز التذكارية إلى ثلاثة أقسام رئيسة: يشمل الأول منها نصوصا تاريخية قديمة، وبعض اللوحات والصور التي تستعرض سيرة الملك عبدالعزيز، بداية بتاريخ أسرة آل سعود، فالدولة السعودية الأولى والثانية، ثم نشأته واستعادته الرياض، فضلا عن جهوده في توحيد البلاد وبناء الدولة الحديثة، وعنايته بالعلم والمعرفة.
ويضم القسم خزائن عرض تحوي عددا كبيرا من البنادق والسيوف والخناجر والرماح الخشبية التي استخدمها الملك عبدالعزيز وعملات سعودية صدرت في عهده، وبعض ملابسه وساعاته، وأدوات الصيد والقنص، بجانب مقتنيات شخصية تتمثل في الهدايا التذكارية والأوسمة التي قدمت له، والأواني المستخدمة في قصره، والحقيبة الطبية الخاصة به.
أما القسم الثاني من القاعة فيضم مجموعة من السيارات التي استخدمها الملك عبدالعزيز في حياته، كسيارة «رولز رويس» 1948 التي تلقاها من رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرتشل وهي تحفة نادرة يندر وجود مثيل لها في العالم.ويعرض القسم الثالث عددا من الصور الفوتوجرافية، والخرائط واللوحات التوضيحية التي توثق أبرز الأحداث التاريخية ذات العلاقة بالملك عبدالعزيز ورحلاته الخارجية بعد تأسيس المملكة، وآراء معاصريه في شخصيته، وأبرز الأحداث التي واكبت اكتشاف النفط، ومعظم المقتنيات الشخصية للملك
عبدالعزيز حصلت عليها الدارة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمهما الله، وعدد من الأمراء.
وبجانب القاعة التذكارية، توجد المكتبة الخاصة للملك عبدالعزيز المكونة من مجموعة متنوعة من المؤلفات، والدوريات والمجلدات النادرة التي يربو عددها على 3 آلاف كتاب جمعها الملك عبدالعزيز خلال فترة حياته، وارتفع عدد محتويات المكتبة بعدما نقل الجزء الذي كان محفوظا ضمن المكتبة الملكية في أحد قصور الضيافة، ونتيجة للاهتمام الواضح بالعلم والمعرفة ازداد حجم مكتبة الملك عبدالعزيز الخاصة حتى أصبحت جزءا مهما من قصر المربع لتنقل بعدها إلى الدارة.ونظرا لقدم تجليد بعض الكتب وتهالك معظم محتوياتها، أمر الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله، بترميم جميع محتويات المكتبة وإعادة تجليدها من جديد للاستفادة منها، إذ تشمل مجالات العقيدة والتفسير والفقه واللغة العربية وآدابها والتاريخ الإسلامي وعلم الأنساب والجغرافيا.