سيطر مقاتلو المقاومة الشعبية في عدن على المطار الدولي، بعد معارك عنيفة دارت داخل المطار بين مقاتلي المقاومة والمتمردين، تكبد فيها الانقلابيون عشرات القتلى والمصابين. يأتي ذلك بينما واصل طيران التحالف غاراته على مواقع الانقلابيين في عدد من المدن.

وأكدت مصادر من داخل مطار عدن أن 31 متمردا قتلوا، وأصيب 53 آخرون، مضيفة أن مقاتلي المقاومة يطبقون الحصار المحكم على بقايا المتمردين المتمركزين داخل المطار، وذلك بعد ساعات من القتال تخللها قصف لطائرات التحالف في مناطق مختلفة.

وفي عدن اقتحم مسلحون موالون للحوثيين منازل في منطقة خور مكسر وسط المدينة، واعتقلوا داخلها رجالا بشبهة الانتماء للمقاومة. ومن ثم أخرجوا عددا ممن تم اعتقالهم وأطلقوا عليهم الرصاص في الشارع. كما انتشر بعض المتمردين في المنطقة الممتدة من القنصلية الروسية حتى منطقة كريتر المجاورة. وأشارت مصادر من داخلي الحي إلى أن المتمردين قصفوا أحياء سكنية في خور مكسر، ما أدى لاحتراق عشرات المنازل والمحال التجارية.

وفي محافظة مأرب الغنية بالنفط التي تحاول قوات التمرد اقتحامها منذ أيام عدة، لا تزال المواجهات العنيفة تدور مع مقاتلي المقاومة الشعبية الذين نجحوا في قهر المتمردين وإرغامهم على العودة، بعد أن كبدوهم بالأمس خسائر تمثلت في تسعة قتلى و21 جريحا، ونفى محافظ مأرب سلطان العرادة في تصريحات إعلامية أن يكون المتمردون أحرزوا تقدما في المدينة، وقال "الحوثيون لم يتقدموا في المحافظة، وهم يكذبون عندما يقولون إنهم أحرزوا تقدما في مكان ما".

وفي الضالع قصف مسلحو الحوثي مباني في المدينة بشكل عشوائي، ما تسبب في احتراق محال تجارية ومنازل. وبث ناشطون يمنيون مشاهد تظهر احتراق عدد من المحال التجارية جراء هذا القصف الذي استهدف منذ ساعات الصباح أحياء سكنية عدة. يأتي ذلك بينما حققت المقاومة الشعبية تقدما على الأرض، تمثل في استعادة مبنى كلية التربية، كما استولت على دبابة للمتمردين بعد معارك عنيفة أمس، أسفرت عن مصرع 21 حوثيا، وإصابة أربعة آخرين، في كمين نصبته المقاومة الشعبية بالضالع.

في غضون ذلك، شنت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لردع المتمردين الحوثيين ومسانديهم من فلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ودعم الشرعية غارات عدة استهدفت مواقع عدة للانقلابيين. وقالت مصادر عسكرية وشهود عيان إن طائرات التحالف أغارت على معسكرات وتجمعات لقوات التمرد في مأرب وصعدة وحجة وإب وعدن وتعز وأبين. وقالت مصادر المقاومة إن التحالف شن خمس غارات على كتيبة للدفاع الجوي جنوب حقل صافر النفطي في مأرب، استهدفت منصات لإطلاق الصواريخ، وأدت إلى تدميرها وإعطاب الصواريخ.

كما قصفت الطائرات أيضا محور عتق العسكري في محافظة شبوة، إضافة إلى معسكر للقوات المتمردة على الرئيس عبدربه منصور هادي في فج عطان بصنعاء.

وفي عدن أغارات طائرات التحالف على منطقة جبل حديد، ومواقع المتمردين في منطقة خور مكسر. وبث ناشطون مشاهد تظهر آثار الغارات وتصاعد الدخان من المواقع المستهدفة.

من جهة أخرى، بث تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف أمس شريط فيديو يصور ما قال إنه عملية قطع رؤوس أربعة جنود يمنيين، وقتل 11 جنديا آخرين بالرصاص في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن. وصور الشريط الجنود الشبان وهم يمثلون واحدا بعد الآخر أمام الكاميرا، ثم القتلة وهم يشحذون سكاكين ويذبحون أربعة منهم، ثم رؤوسهم وقد تدحرجت فوق الأرض.

وأظهر الشريط أيضا عشرة جنود معصوبي الأعين، وأيديهم موثقة خلفهم، جاثين على الأرض قبل تلقي كل منهم رصاصة في الجبين ثم جنديا آخر وقد مزقه الرصاص من الخلف.