عبّرت قبل أيام عن احترامي لطبيب الأسنان السعودي.. إذ إنني أعتبره أحد أفضل أطباء الأسنان في العالم.. كفاءة ومهارة وتأهيلا وثقة بالنفس..

لا أقلل من أحد، لكن طبيب الأسنان السعودي علامة مميزة في هذا المجال - حتى وإن كانت فاتورة الحساب مرتفعة لديه - مشكلتنا الأهم معه تتركز في ندرة وجوده.. أين تجده.. أين يمكن لك العثور عليه.. أصبح كالغول والعنقاء!

ولا أعرف سببا وجيها لذلك..

في شرق البلاد وغربها.. في كل زواياها.. لا تجد سوى الأشقاء العرب.. من مصر .. من سورية.. من السودان..

واللافت أن أغلب هؤلاء - مع التقدير لهم ولجهودهم - لا يحملون درجة علمية نادرة..!

بمعنى: لسنا أمام درجات وتخصصات علمية يشفع لها بالانتشار إلى هذه الدرجة.. هي الحاجة.. والنقص في العدد!

اتركوني جانبا.. اسألوا هيئة التخصصات الطبية.. ما المؤهلات التي يحملها هؤلاء الأشقاء، ويعجز عن حملها الشباب السعودي؛ حتى تُعطى لهم الأولوية؟

اسألوهم: ما الكليات الأهلية والحكومية التي تخرجوا منها في بلدانهم بهذا العدد الهائل، ولا يستطيع تعليمنا العالي أن يجاريها.. ويزاحمها على سوق العمل المحلي؟!

هو ما تفكرون به.. نحن بحاجة للتوسع في القبول في كليات طب الأسنان.. طالما أن الأمر "تخصص عام" والسلام، فالشباب السعوديون قادرون على سد الفراغ والتميّز فيه.. ولدى الكثير منهم القدرة، والرغبة في هذا الفرع من الطب، وبالاعتماد على العدد الذي يخرج سنويا من كليات الأسنان في بلادنا، لن يتم الاكتفاء من هذا التخصص إلا بعد مئة سنة!

أمر عجيب، كيف تثقون بطبيب أسنان متخرج بتخصص عام، من كلية أهلية خاصة، في الخرطوم ودمشق وضواحي القاهرة، ولا تثقون بأبنائكم؟!

افتحوا المجال لهم.. ما الذي ينقصهم؟!