رغم أهمية دور مختلف وسائل الإعلام وبالذات الصحف منها، في تشكيل الرأي العام ونقل كل ما يخفى على المتابع سواء بالمؤتمرات الصحفية وما يدور خلف الأبواب المغلقة سواء في الاتحاد السعودي لكرة القدم أو حتى الأندية، يبقى دور الصحافة ثابتا في نقل الحقيقة كما هي دون تزييف، وترك ردة الفعل سواء بالسلب أو الإيجاب للجمهور الرياضي والمتابع بشكل عام، وأمام كل ذلك يتعمد بعض المسؤولين في تهميش دورها وتجاهلها قدر الإمكان. يعاني الصحفيون من مماطلة مسؤولي الأندية والتضييق عليهم تارة، وعدم منحهم حقهم الكامل لأداء دورهم الصحفي تارة أخرى، إذ يقوم بمنع مسؤولي الأندية ولاعبيها من إجراء اللقاءات الصحفية الموسعة "الحوارات"، كما أن المسؤولين لا يتجاوبون هم بأنفسهم ولا يلقون بالا للقاءات الصحفية، عكس التلفزيونية التي تحظى بقبول لدى اللاعب والمسؤول لأسباب مختلفة.وتلجأ بعض الأندية إلى تعميم عام وفي بعض الأحيان يكون خطيا، بتحذير اللاعبين بعدم إجراء اللقاءات الصحفية بتاتا دون الاستئذان أولاً من رئيس النادي، أو الشخص المسؤول، ويتعرض اللاعب إلى غرامات مالية مغلظة بالخصم من مرتبه الشهري لقيمة تصل في بعض الأحيان إلى 40%، جراء عدم امتثاله للائحة وتجاوزها بإجراء اللقاء دون موافقة النادي الذي يخشى مسيروه من العناوين الرنانة للقاءات الصحفية، التي لا تعكس واقعه في بعض الأحيان، كما أن اللاعب يقع في حرج بالغ مع الصحفيين لوجوب التزامه والتقييد بالنظام الذي يسنه مسيرو ناديه.وتلجأ بعض الأندية إلى وضع قائمة لبعض الصحف التي تخالف توجهاتها أو ميولها حسب تصنيف المسؤول هناك، وتحذر اللاعبين بعدم التعاون مع محرريها وتضطر إلى منعهم أو في بعض الأحيان لطرد الصحفي الذي يمثل الصحيفة التي تخالف توجهاتها بمنعه من دخول النادي.
تقنين
وحول ذلك، شدد مدير المركز الإعلامي بنادي النصر حمود العصيمي، على منع كل لاعبي فريقه من إجراء اللقاءات الصحفية، وتقنين الظهور بمختلف وسائل الإعلام، وقال: "نحن بنادي النصر، منعنا منذ العام الماضي جميع الحوارات الصحفية لجميع اللاعبين، أثناء سير المباريات وتحديدا من بداية الموسم وحتى نهايته، وذلك بإجماع القرار من قبل مجلس الإدارة، والجهاز الإداري لكرة القدم، والاكتفاء فقط بالمؤتمرات الصحفية بعد كل مباراة، حيث يتم تقديم لاعب أو لاعبين بجانب مدرب الفريق لتوجيه أي استفسارات تتعلق بهم أو بالفريق".
وعلل العصيمي منع اللاعبين من الصحافة بأن دورهم داخل الميدان، وليس بالانسياق خلف الصحافة "على حد وصفه"، وأضاف: "الهدف من ذلك عدم خوض اللاعب وإشغاله باللقاءات الصحفية، ليضع كل تركيزه داخل الملعب منعا لحدوث ردود فعل أو تشتيت للذهن لما بعد الحوارات الصحفية وإقحامه بالإعلام، ونحن بإدارة نادي النصر لا مانع لدينا من إجراء مقابلات أو حوارات صحفية شريطة انتهاء منافسات الموسم".
الحوارات بشروط
من جهته، أكد مدير مركز الأمير فهد بن سلمان الإعلامي بنادي الهلال، فيصل المطرفي عدم ممانعة ناديه من إجراء حوارات صحفية مع مسؤولي النادي ولاعبيه، لأي من الصحف شريطة أن تكون من خلال القنوات الرسمية، وقال: "بخصوص الحوارات الصحفية لدينا إجراء إداري بحيث يتقدم المحرر بطلب للمركز الإعلامي مع ذكر اسم الصحيفة واسم المحرر، يليها فقط موافقة اللاعب من عدمها، وهو من يحدد ذلك وليس إدارة النادي أو مدير المركز الإعلامي بالنادي، وبعيدا عن العلاقات الشخصية بين المنشأة الصحفية واللاعب".
تقديم طلب
مدير المركز الإعلامي بنادي الشباب هيثم أحمد باماقوس، شدد على ضرورة وجوب التقدم إلى المركز الإعلامي بطلب من المحرر للاعب أو المسؤول بالنادي المطلوب من الصحيفة، وقال: "ليس لدينا ما يمنع إجراء حوارات صحفية لأي لاعب أو مدرب الفريق أو حتى المسؤولين، بشرط أن يتم اختيار الوقت المناسب وألا تكون في خضم المنافسات مع شرح الأسباب".
واشترط مدير إعلامي الشباب ألا يكون طلب الحوار قبل نهائي بطولة بفترة قصيرة كي لا يتشتت تفكير اللاعب ويؤدي بالتالي للابتعاد عن أجواء المباريات، فضلاً عن عدم توجيه أسئلة فيها تجريح أو إساءة لأحد في النادي أو أندية أخرى.