سخر سياسيون وصحفيون يمنيون من انحطاط لغة المسؤولين الإيرانيين خلال الأيام الماضية، وعودتهم إلى إطلاق التهديدات، وأشاروا إلى أن الهزائم التي تلاحق المتمردين الحوثيين في اليمن جعلت حلفاءهم الإيرانيين يشعرون بالقلق على مصيرهم، وأكدوا أنه كلما ضاقت الحلقة على رقاب الحوثيين ازداد القلق الإيراني.
وقال المحلل السياسي علي صادق إن إيران وجدت نفسها في ورطة حقيقية بسبب الأزمة التي يعيشها حلفاؤهم الحوثيون، لأنهم غير قادرين على مد يد العون لهم، في ظل الحصار المحكم الذي يفرضه التحالف العربي بكل صرامة وحزم على المنافذ الجوية والبرية والبحرية كافة في اليمن، بتأييد وسند عالمي متزايد، حسب قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2216 الذي منح التحالف الذي تقوده المملكة الحق في إخضاع كل الطائرات والسفن والقوافل الإغاثية التي تريد دخول اليمن إلى التفتيش، وألزمها بالحصول على التصاريح المطلوبة.
وأضاف صادق "لجوء القيادة الإيرانية لأسلوب التهديد وإطلاق التصريحات التي تحتوي على كلمات خارجة عن الذوق العام والعرف الديبلوماسي هو أسلوب كريه، أدمنت القيادة الإيرانية اتباعه بعد أن وجدت نفسها في مأزق أدخلت نفسها فيه، عندما قررت تصدير ثورتها المرفوضة ومبادئها المستهجنة. وما يزيد من حرج الحكومة الإيرانية أن المملكة تقابل هذه السياسية المنفلتة بأسلوب رزين حكيم، مستمد من تعاليم الإسلام السمحة التي تدعو إلى التعايش والتحاور".
ومضى صادق بالقول "إذا كانت طهران تتحلى بذكاء سياسي فعليها إدراك أن ورقتها الحوثية في اليمن احترقت، وإذا أرادت حفظ ما تبقى لها من ماء وجه فعليها الانصياع لرغبة المجتمع الدولي، والعمل على إيجاد حلول حقيقية للأزمة، وذلك عبر الإيعاز للحوثيين بالانسحاب إلى أماكنهم التي كانوا فيها قبل سبتمبر من العام الماضي، والتحول إلى حركة سياسية".
ومضى بالقول إن السياسيات المتهورة التي يتبعها النظام الإيراني أدخلته في إشكالات مع عدد من دول العالم، وأضاف "طهران وجدت نفسها في مواجهة كثير من دول العالم، وسياساتها في اليمن وسورية والعراق ولبنان جعلتها منبوذة، وكذلك الحال في مختلف دول العالم، بسبب سياساتها العدوانية، وتدخلها في شؤون تلك الدول، واستمالة بعض الجيوب المتمردة لتنفيذ أجنداتها السالبة. وكل هذه الجوانب السلبية تقابلها سياسة سعودية رزينة تقوم على احترام الآخرين، وعدم التدخل في شؤونهم، ما أكسب المملكة مكانة عالمية، وتنظر لها كل دول العالم باحترام وتقدير، إضافة إلى دورها في الحفاظ على الاقتصاد العالمي من الأزمات، بسبب الاستمرار في دعم استقرار أسعار المواد البترولية.
ودعا صادق المجتمع الدولي إلى التعاون بحزم مع المتمردين الحوثيين، وإلزامهم بتنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير، والبدء فورا في حوار سياسي يمهد لوضع حلول للأزمة.