اتهم المندوب اليمني في الأمم المتحدة خالد اليماني المبعوث الدولي السابق لليمن جمال بنعمر بشرعنة الانقلاب في اليمن، وقال في تصريحات إعلامية إن بنعمر أراد أن يبني مجدا لا صلة له بالواقع، وأضاف أن اليمنيين كانوا يتوقعون أن يكون أكثر موضوعية وتوازنا في تصريحاته.
وأضاف "بدءا من 21 سبتمبر الماضي، بدأ بنعمر في الخروج تماما عن التفويض الذي منح له. وعمل منذ ذلك التاريخ على شرعنة الانقلاب الحوثي، ومحاولة تبرير أن الواقع في اليمن تغير، وأن مؤسسة الرئاسة باتت تحت الإقامة الجبرية. وبدورنا نتساءل هل يصح أن يتحدث بنعمر عن مجلس رئاسي في وجود رئيس للجمهورية؟ وهل هو من يسمي الرؤساء في اليمن؟".
وكان بنعمر أثار غضب كثير من القوى السياسية اليمنية بسبب تردده وعدم قدرته على اتخاذ قرار، إضافة إلى محاباته للحوثيين، ومنحهم أكبر من حجمهم، ما دعا التيارات السياسية إلى تنظيم مظاهرات حاشدة ضده. كما أثار حفيظة دول المنطقة بسبب سياسية التراخي واللين التي اتخذها في تعامله مع الحوثيين، للدرجة التي أعلن فيها قبيل بدء عمليات عاصفة الحزم أن دوره يقتصر فقط في تحديد المكان الذي ستعقد فيه جلسات الحوار بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين.
وتقول السيرة الذاتية لبنعمر إنه كان يساريا متطرفا، تحول إلى مغرم بتفكيك الدول العربية. وكان في بداياته سجن في المغرب بسبب عمله بأنشطة معادية لبلاده وداعمة لانفصال الصحراء المغربية، قبل أن يفرّ إلى الخارج، ويتدرج في الارتقاء في عدد من المناصب ضمن منظمات دولية، انتهت به إلى مبعوث للأمم المتحدة في السودان، وأفغانستان، والعراق، وأخيرا اليمن. إذ لم يحقق نجاحا في أي من هذه المهمات التي أوكل بها. ويقول بنعمر في ورقة قدمها لإعداد الدستور في العراق في أغسطس 2003، حول الدروس المستفادة من تجارب عدد من الدول بعد الصراع، في صياغة دساتيرها "من المفيد لحل النزاعات توسيع عدد المجموعات المشاركة في عملية صنع الدستور"، في إشارة واضحة لإشراك حتى الكيانات المتمردة.