بلغاريا أعلنت الجمعة أن الأرمن تعرضوا "لإفناء مكثف"، على يد العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى، متجنبة استخدام كلمة "إبادة". في واشنطن، وصف باراك أوباما المجازر بـ"المذبحة المروعة"، متجنبا -أيضا - الكلمة. وقال في بيان اختيرت كلماته بعناية فائقة إن "أرمن السلطنة العثمانية تعرضوا للترحيل والقتل والاقتياد نحو الموت. لقد تم محو ثقافتهم وإرثهم في وطنهم القديم". وفي 2014 وصف المجازر بـ"واحدة من أسوأ فظائع القرن العشرين".
الأمم المتحدة انتقدت بحدة، قبل يومين، مقالا في صحيفة "صن" وصف المهاجرين بـ"الصراصير"، ودعت مفوضية حقوق الإنسان بجنيف، لندن "لمنع الصحف عن التحريض على الكراهية"، في حين اشتكت منظمة بريطانية غير حكومية صحيفة الصن للشرطة، وطلبت إجراء تحقيق لتحديد ما إذا كانت هذه المقالة تشكل تحريضا على الكراهية العرقية في نظر القانون.
وقال المفوض الأعلى لحقوق الإنسان زيد الحسين إن "هذا النوع من المقالات الذي يستند إلى الكراهية ومعاداة السامية والعرقية "قد استخدمته وسائل الإعلام النازية في الثلاثينات".
وكالة (أ ف ب) أوردت قصة خبرية بعنوان "توقيف 22 مهاجرا من جنوب الصحراء حاولوا العبور بحرا من المغرب إلى إسبانيا"، القصة شديدة الصلة، بموضوع "الصن"، لكن الوكالة ظلت طوال سرد القصة تستخدم تعبير "جنوب الصحراء" في انتقاء لافت للمفردات، تجنبا لأي تورط في تعبير تمييزي عرقي، قد يحمل إشارات ودلالات عنصرية.
بالمقابل، كانت مؤسسة الفكر العربي تطلق في البحرين مؤتمر "القرائيّة للجميع"، الذي يأتي تكريسا لأهمية مفهوم القرائية في اللغةِ العربية، وهو مصطلح -بحسب هنادا طه إحدى قيادات المؤتمر- حديث نسبيا ويعني القدرة على فهم الكلمات وفهم العالم. أي هناك محاولة تسخير اللغة لفك رموز الكلامِ ولفهم العالم من حولنا، وبالتالي يتغيّرُ "الدور" الذي تلعبه اللغة لتصبح الأداة التي بها نمكّنُ المتعلم من الإطلالة على عوالم مختلفة وشاسعة".
في اللغة فخاخ، حين لا نحسن تجنبها، قد نتورط معرفيا، وغالبا أخلاقيا!
علينا أن نفكر كثيرا في تأثيرات اللغة وتوظيف الكلمات ودورها فيما نعاني من تعب.