رغم صدور تعاميم تمنع جمع مبالغ مالية من المعلمات والطالبات لأي سبب كان، أجبرت مديرات مدارس معلمات على دفع مبالغ مادية تراوح بين 50 و100 ريال من كل معلمة في مقابل السماح لهن بتصوير أوراق الاختبارات في آلات التصوير الخاصة بالمدرسة.
وقالت عدد من المعلمات تحتفظ "الوطن" بأسمائهن إنهن ومع قرب موعد الاختبارات النهائية كل عام تبدأ مديرات مدارسهن بالضغط عليهن لدفع ثمن التصوير والتهديد بطريقة غير مباشرة بخفض درجة الأداء الوظيفي والحرمان من الإجازة الاضطرارية أو عدم قبول الإجازة المرضية.
وأوضحت مديرة مدرسة ثانوية بإحدى المحافظات الجنوبية -فضلت عدم ذكر اسمها- أن إدارة التعليم تؤخر صرف مستحقات المدارس لمقابلة نهاية العام الدراسي وهذا ديدن إدارتها فتضطر المديرات إلى الاستعانة بالمعلمات لدفع القيمة والمبالغ الخاصة بتصوير الأسئلة وتوفير حبر الآلات وصيانتها.
وأضافت المعلمة عائشة الزهراني أن خبرتها تجاوزت 15 سنة وطوال مدة عملها كانت ولا تزال تدفع مبالغ مادية للمدرسة لأوجه صرف عدة، كتصوير وتوفير حبر الآلة وصيانتها وتوفير عصائر ومياه للطالبات أثناء الاختبارات وبعض أنواع الشوكولاتة والتفاخر بإعداد طاولات مميزة جاذبة ولافتة كضيافة للطالبات ومن ثم تشكر عليها مديرة المدرسة من جانب الإشراف التربوي على حساب المعلمات.
وقالت أخرى -لم تفصح عن اسمها- "المبالغ المادية يتم جمعها خصوصا عند نهاية كل فصل دراسي بحجة الاختبارات، ونحن نعلم أن إدارة التعليم تخصص مبلغا معينا لكل مدرسة في كل عام، إضافة إلى ما يخصص للنشاط المدرسي بمقدار 40% أو ربما أكثر من دخل المدرسة المادي ولكن مديرات المدارس يتحججن بأن المبالغ التي توفرها الإدارات إما قليلة أو أن إدارات التعليم هي التي تجبر وتثقل كاهل المديرات وبالتالي يطالبن المعلمات بتوفير المال، وإذا رفضت المعلمة دفع المبلغ فتواجه مضايقات نفسية ومعنوية وإدارية حتى ترضخ للأمر الواقع".
من جهته، قال مدير الإعلام التربوي بتعليم الطائف عبدالله الزهراني إن توجيهات إدارة التعليم بالطائف واضحة حيال هذا الأمر بعدم تكليف أي معلمة أو طالبة بدفع مبالغ مالية لتأمين أي مستلزمات للمدرسة من حسابها الخاص كونها تتوفر عن طريق الموازنة التشغيلية الخاصة بكل مدرسة أو المقصف ولا يحق لأي مديرة مدرسة أن تكلف المعلمات بالاقتطاع من رواتبهن لتأمين مستلزمات للمدرسة وكذلك الطالبات. وأضاف أن الإدارة تستطيع أن تؤمن حاجات المدارس للبنين والبنات وهناك موازنة يمكن الصرف منها مع المقصف المدرسي، وذكر أن الموازنة التشغيلية وصلت لكل مدرسة وأنها صرفت وقد تتأخر شهرا وشهرين ولكنها تصرف في الثالث. وأشار إلى أنه وقف على ذلك وشاهد الفواتير ووجدها صرفت وتتفاوت قيمة الموازنة بالنسبة لأعداد الطلاب، مضيفا أنه حتى المدارس التي لا يوجد بها مقاصف وليس لها دخل يتم تأمين ذلك من موازنة صندوق الإدارة.