ما زالت إيران الفارسية تضع يدها كدولة احتلال على خمس دول: الأحواز، بلوشستان، كردستان، أذربيجان وبلاد التركمان، وهذه دول تعدّ أقليات أمام النفوذ الفارسي المجوسي، كلها تطالب باستقلالها وحريتها في زمن وضع فيه الاستعمار أوزاره في كل العالم وانتهى تماما إلا عند الفرس والإسرائيليين المغتصبين.
ولم يكتف الفرس باغتصاب تلك المساحات الشاسعة، فالمشروع الصفوي الاستعماري يتمدد، وقد دخل الدول العربية ذات السيادة الكاملة كالعراق وجنوب لبنان وسورية، غير أن الفرق بين دخوله هنا وهناك، أنه هنا دخل طواعية بمعاونة أذناب ملالي طهران العرب، وفي تلك الدول تم الاستعمار منذ عشرات السنوات، واليوم تتفجر الثورات وعمليات المقاومة من أجل استعادة الحرية ولا غيرها، خصوصا أنها مواطن ثروات طبيعية منهوبة.
دولة بلوشستان مثلا تقع على مساحة 799 كلم مربع وهي حاليا محتلة بالكامل من قبل إيران والجزء الشرقي منها في باكستان والجزء الشمالي في أفغانستان، وفيها ثروات هائلة، إذ يقدر حجم احتياطي الغاز الطبيعي فيها بـ800 مليار دولار، واحتياطي الأحجار الكريمة بـ100 مليار دولار، وهو ما يجعل استقلالها أمرا غاية في الصعوبة.
لكن البلوش بدأوا بالتحرك بشكل قوي في دول عدة في العالم من أجل إيصال قضيتهم والمطالبة باستقلال بلادهم، ومثلهم الأحواز العرب الذين يعانون الأمرين بسبب عروبتهم ومذهبهم السني في دولة الفرس المجرمة التي لا تعرف سوى الإعدامات شنقا لكل من يطالب بحقوق أرضه وحريته واستقلاله.
وإذا كان مفهوم الاستعمار سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة، وبسط نفوذها من أجل استغلال خيراتها ونهب وسلب ثرواتها، وتحطيم كرامة شعوبها وتدمير تراثها، وسط رفض قاطع من أبناء هذه الدول، فإن هذا ما تقوم به إيران منذ عشرات السنين وحتى الآن، وهو ما يتطلب تحرك المجتمع الدولي لإعادة الحريات والكرامة لهذه الشعوب المستضعفة.