لا أحد يقول إن هناك حياداً في الإعلام، ولكن هناك موضوعية. وقد تكون هذه الجملة فاتت على المذيع الأمريكي ريك سانشيز حين أخذته العزة بالإثم وبدا هائجاً يهاجم اليهود ويهاجم المحطة التي قدمته للعالم وعمل فيها منذ 2004 CNN، حين اتهمها بأنها تدار من قبل يهود يشبهون في تصرفاتهم وتوجهاتهم المذيع الكوميدي جون ستيوارت!

حين تمت مطالبته بالأدلة والإثباتات، قام بزيادة جرعة الهجوم فكانت النتيجة وداعاً بفصله من المحطة. محطة CNN مهنيا محقة في فصله، لكنها تبقى مخطئة حين قامت بفصل محررة شؤون الشرق الأوسط فكتوريا نصر حين قامت بالعزاء في المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله.

الحياد صعب، والموضوعية أسهل إذا كان هناك احتراف، لكن أن يقوم مذيع أو مراسل تلفزيوني بشتم مذهب أو ديانة أخرى فقط بسبب خلافه أو كراهيته لمذيع آخر من نفس الديانة، فهذا يعني تعصبه الأعمى الذي كان يخبئه، وهو ما يتطلب التأكد من هوية من يديرون الهواء قبل أن يتسببوا في كارثة دينية تسببها الحماسة.

في 2006، قام أحد الدعاة السعوديين في قصة مشابهة بالتعريض بأحد المذاهب في المملكة حين وصف المنتمين للمذهب أنهم غير إخوان للسنة إطلاقاً، فكانت النتيجة منعه من الظهور على القناة والاعتذار للمذهب المساء إليه. وهو يشبه ريك سانشيز حين تم إعطاؤه الفرصة لتقديم أو نقد شيء معين، فبدأ بتصفية حساباته من على منبر لا يملكه.

الحقيقة التي غابت عن الجميع ومنهم سانشيز، أن ستيوارت دافع عن المسلمين في مسألة مسجد "جراوند زيرو" في نيويورك، وإذا كان يهودياً متعصباً عنصرياً فلماذا يدافع عن قضية لا علاقة له بها، ولن يصلي في هذا المسجد؟. الحقائق موجودة متى ما أردناها، ومتى أصبحنا ننظر بعين واحدة، فإننا بالتأكيد سنكون عنصريين ومتعصبين، وستكون الرسالة الإعلامية في سلة المهملات