حذر خبيران في الأمن المصري من خطورة اعتماد تنظيم داعش الإرهابي على تنفيذ عملياته الإرهابية من خلال الوجود في أماكن مزدحمة بالمدنيين، وتحديدا فيما يتعلق بالعمليات ا?نتحارية، فضلا عن استغلالهم وسائل التواصل الاجتماعي في تجنيد عناصر جديدة للتنظيم، وبث العمليات التي تبث الرعب في الآخرين من خلال اللعب على الجوانب النفسية.
وفي هذا الصدد أكد الخبير الأمني المصري العميد محمود قطري أن "التنظيم أصبحت له تكتيكات مختلفة بداية من المواجهات العسكرية المباشرة، وانتهاء بالعمليات التي يستهدف من خلالها التأثير سلبا في المدنيين كما في حادثة ذبح الأقباط المصريين والمسيحيين الإثيوبيين في ليبيا، مرورا بالعمليات التفجيرية بالنسبة لجماعة "أنصار بيت المقدس" في مصر التي بايعت داعش وغيرت اسمها إلى ولاية سيناء.
وأضاف قطري، أنه منذ تلك المبايعة اتبعت الجماعة طريقة داعش نفسها، فبعد نشر مقطع الفيديو الخاص بقطع رؤوس أربعة رجال في شبه جزيرة سيناء في أغسطس الماضي، تم ذبح نحو تسعة على الأقل في سيناء أيضا، وهذا ما حدث في الجزائر، إذ استوحت جماعة "جند الخلافة" أساليب داعش، وقطعت رأس رهينة فرنسي بعد شهر واحد من إعلان ولائها للتنظيم.
وتابع قطري، لقد بلغ ا?مر إلى حد قيام التنظيم في سيناء ببث رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لخص فيها منظومة تكتيكات عملياته، مطالبا عناصره بمضاعفة الهجمات ضد قوات الأمن وأن يزودوا الطرق بالمتفجرات، ويهاجموا قواعدهم، وأن يفجروا بيوتهم ويقطعوا رؤوسهم.
من جانبه، أكد وكيل جهاز مباحث أمن الدولة المصري الأسبق اللواء فؤاد علام أن عناصر داعش تغير من تكتيك المواجهة من مكان ?خر، أحيانا يختارون الانسحاب التكتيكي من خطوط التماس مع القوات الأمنية، نحو مواقع آمنة عندما تشن القوات الأمنية هجوما واسعا ضدهم.
كما أنهم يستفيدون من المناطق المزدحمة والتحرك بين المدنيين في تنفيذ عملياتهم وزرع العبوات الناسفة بالقرب من المناطق التي توجد فيها عناصر أمنية.
وأشار إلى أن إرهابيي داعش يراهنون على إرهاق القطاعات العسكرية من خلال إطالة أمد المواجهة وتوسيع دائرتها، كما أن التنظيم يلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي في تجنيد عناصر جديدة، ما يعني أن الإعلام عليه دور أكبر في مواجهة الأزمات من خلال ما ينشره التنظيم ويبثه من أخبار وأفكار عبر الإنترنت دون تدقيق.
وبين علام أن التنظيم يلجأ إلى نشر معلومات عبر الإنترنت لنشر الذعر والأمن، ما يؤكد ضرورة أن تعمل الدولة على تجفيف منابع الإرهاب وتتعامل معهم بشكل تكنولوجي كبير، وذلك من خلال مراجعة المواقع لمنع التواصل مع الإرهاب في المجتمع، فضلا عن أن المؤسسات الدينية لها دور كبير في المواجهة، وأن المادة تتحكم في كل شيء، فالفقر عنصر أساس في الأزمات.