جميعنا نفترض أن امتلاك أحدنا لموهبة "ليونيل ميسي" سيكون بالتأكيد أمر رائع، ففي النهاية لن تجد من يضحك ساخرا منك عندما تردد "أنا اللاعب الأفضل على وجه الأرض"، بيد أن الأمور على أرض الواقع ليست جميعها مشرقة للاعب نفسه، فعندما تكون بتلك النجومية التهديفية، فإن الأمور التي تشكل بالنسبة للاعب ما عناوين رئيسية مبهجة ولحظات لن تبرح ذاكرته بقية حياته، تبدأ بالنسبة لـ"ميسي" في التحول إلى اعتياد ممل، فمع تحقيقه 32 مرة بات "الهاتريك" مسألة روتينية للأرجنتيني لدرجة أنه لا يستطيع تذكرها جميعا، لكن بهز شباك منافسي فريقه 278 مرة خلال عشرة أعوام ونصف، وهنا نتحدث عن "الليجا" الإسباني، فمتاعب تذكر 92 منها في 32 مباراة فقط لن تمثل مفاجأة للكثيرين.
ففي مقابلة حديثة سأل موقع برشلونة الرسمي "البرغوث" إذا ما كان يتذكر كل ثلاثياته التي أحرزها مع الفريق، وجاء الرد مفاجئا "الآن وفي هذه اللحظة التي نتحدث فيها، لا.. أحتاج لرؤية الأهداف من جديد أو لشخص ما أن يخبرني شيئا عنهم لأستطيع تذكرهم". مع ذلك لم يخف ساحر "البرشا" أن هناك "هاتريك" أشعره تحديدا بمتعة وسعادة مضاعفة، واستقبله مرمى ريال مدريد عندما تعادل الفريقين 3/3 في "كامب نو"، موضحا "كان ذلك مميزا للغاية بالنسبة لي بسبب أنه كان الهاتريك الأول، وأيضا لمساهمته في إبقائنا متصدرين حينها، ورغم أننا في النهاية لم نفز باللقب، إلا أنه في تلك اللحظة كان مهما.. وأيضا لأنه كان ضد الريال".
وكشف "ميسي" عن احتفاظه بكرات "الهاتريك" التي يحصل عليها في نهاية المباريات، داخل دواليب زجاجية بمنزله بجانب جوائزه الشخصية التي تتكاثر موسما بعد آخر، ما دفعه إلى التفكير حاليا بأن يقوم بعمل شيء ما لتحظى بمكان أكثر خصوصية، كاشفا بأنه يجبر رفاقه في برشلونة على ترك توقيعهم عليها "أفعل ذلك كنوع من الاعتراف بفضلهم.. بدونهم ما كان لي أن أحصد كل ما وصلت إليه، خاصة في تسجيل الثلاثيات، إنني أعتمد عليهم كثيرا لتحقيق ذلك".