النظام في إيران غاضب من عاصفة الحزم أكثر من غضب اللجنة الحوثية العليا التي احتلت القصر الجمهوري في صنعاء، وأكثر من غضب علي عبدالله صالح نفسه. كل يوم يظهر أحدهم، من خامنئي إلى قادة الحرس الثوري إلى خطباء جمعة طهران، مهددا بالويل والثبور وعظائم الأمور لنا ولعاصفة الحزم، ويكيل المدائح للجيش الفارسي، وأن أسلحته قادرة على تدمير الدنيا، ويهدد البشر في كل مكان. وهذا الغضب، والكل يعلم، موجّه للاستهلاك الداخلي، فمنذ عقود استثمر النظام أموالا طائلة من قوت الشعب في معارك خارجية يلهي بها الناس عن فساده، هذا غضب فارسي مفهوم وحدوده واضحة، وليس جديدا، فقد تعودنا عليه منذ ما يقارب 40 عاما وهو اليوم يرى في عاصفة الحزم ما يكشف سوآته للشعب هناك، إضافة إلى فشل مشروعه في اليمن.

حسن نصر الله، الوكيل الفارسي في العالم العربي، غاضب في مخبئه في ضاحية بيروت أكثر من غضب عبدالملك الحوثي في كهوف صعدة، وأكثر من غضب علي صالح نفسه، غضب نصر الله حسب قوة النفخ الفارسي فيه، وحسب تورطه مع حزبه في أحداث اليمن، وخطابه الأخير حول اليمن كان منفوخا بقوة، وهو يعلم ذلك فقد أشار في بداية خطابه إلى أنه سينفعل في بعض نقاط الخطاب.

ربما يعود ذلك إلى أن نسخة الخطاب التي تسلمها من طهران أكثر سخونة من تلك التي تسلمها الحوثي، ويمكن، والله أعلم، أن الحوثي ما زال مبتدئا ولم يتعلم كيف يضبط انفعاله على النفخ الفارسي.

يقول الوكيل "حسن" إنه صار يعرف أسماء المحافظات في اليمن من خلال متابعته للأحداث!

هو، وأسياده، أقل شأنا من أن يتكلموا عن الرياض وصنعاء ونجران وتعز والمكلا وجيزان فضلا عن أن يتكلموا عن مكة والمدينة.

وإذا أراد هو وأسياده أن يتعرفوا على اليمن فعليهم أن يلقوا نظرة واحدة على صحف الشعب اليمني على الإنترنت أو يلقوا نظرة على تفاعل الشعب اليمني مع منشورات لجان الحوثي ليعرفوا ما يجهلونه أو يتجاهلونه.

اليمن أعلى شأنا من أن يهتم به نافخ ينفخ من طهران في "زمّيرة" مدفونة في الضاحية.