في السابق وإبان العهد السوفيتي كان العالم يقول إن موسكو مركز صناعة الثورات والانقلابات في العالم، لذا كان هناك من يطلق عليها عاصمة المآسي، ولن نحصر أنفسنا بالروس، فمازال العالم يقول إن باريس مصنع الثقافة والتنوير.. وروما مركز التاريخ والآثار، لكن ماذا عساهم أن يقولوا عن طهران.. لن أدعكم تخمنون فالأكيد أن الأصوات تنطلق لتقول عاصمة المشاكل والمآسي ومركز تصدير الأفكار النتنة.
لم نظلم طهران بذلك وليس علينا أن ندّعي عليها، لكن جدير أن نقرأ تاريخها الحديث لنقف إن كانت تستحق الاعتذار على ما قلناه أم أنها بأفعالها تؤكد ذلك.. ولنبدأ باختصار الموضوع بالسؤال الشامل عن أي مشكلة موجودة الآن في دول عرب شمال الجزيرة وجنوبها إلى شرقها، ومن هو الطرف الثابت فيها؟ نحن لا نتجنى فإيران هي الموجودة من صنع من الوضيع جدا حزب الله قوة لا يستهان بها وقاده لكي يكون سيد الاغتيالات والإشكالات، بل لأول مرة في تاريخ لبنان أن يكون احتلال بيروت من عصابة هي حزب الله.
ماذا عن العراق، لن نبدي الكثير من الإثباتات لأنها موجودة لكنه يبدو أنه قد جُعل مركزا كبيرا للطائفية، والأخيرة هي من تنشئ الكيانات المضادة كما هي داعش ومن يشابهها.. هل نقرأ البحرين؟ لن نفعل ذلك لأن إيران نفسها اعترفت بكثير من أدوارها هناك.
الحسبة الصعبة حضرت في اليمن وعبر الحوثي، فكيف يتخيل العالم أن جماعة لا تتجاوز نسبتها الـ2% من مجموع الشعب تحكم البلد؟ لن يتسنى لها ذلك إلا حينما يكون خلفها قوة ظلامية تريد الحكم بواسطة هذه النسبة المتدنية، هنا تظهر إيران وترفع إعلام الاستبداد والضغينة.
لم نظلم طهران، ولكن "أنفسهم يظلمون"، فالتناحرات الطائفية في العراق وسورية ولبنان واليمن وما يحدث في البحرين هي من صنع طهران، إذاً فجدير أن تحمل طهران لقب عاصمة المآسي والويلات والألم، ولن يضيرنا بعد اليوم إن هي قذفتنا بحجر أن نقذفها بقنابل متفجرة على رأسها وأذنابها، ولن يضيرنا أن نعلن الحزم والقوة من الآن وعليها أن تستتر وتختبئ حول طائفيتها النتنة التي ما زالت تصدرها إلى الدول حتى تتحول إلى مقابر لأهلها، وهي تتفرج من بعيد.
كان بإمكان إيران أن تكون دولة علم ورقي وثروات وأن تستكمل رقيها إبان عهد الشاة حينما كانت صناعية حضارية من دول العالم الأول، لكن حين يحكم المتعصب فالأكيد أن كل تسامح سيتوارى، وكل تطلع للأعلى سيضمحل، لتتراجع الأولويات وتنحدر ضمن العالم المتخلف الذي لا يريد أن يُري الآخرون إلا ما يراه هو، ولا بأس إن ترك شعبه جائعا لتنفيذ أجنداته، ولا بأس أيضا لديه إن اتفق معظم العالم على أن تكون عاصمته مركز المآسي والطائفية والتناحر ومحور الشر والمشاكل لكثير من بقاع العالم.