في أغلب اتحادات كرة القدم حول العالم توجد رابطة للمدربين الوطنيين تعنى بكل شؤونهم وشجونهم وتكون سندا لهم في الجمعية العمومية للاتحاد المحلي لتحقيق مصالحهم وأهدافهم.
ما حدث في الانتخابات السابقة لاتحاد كرة القدم هو اعتبار لجنة شؤون المدربين في الاتحاد بمثابة الرابطة وهذا خلل إجرائي غير مقبول لأن اللجنة الموجودة في الاتحاد ليست مهمتها العمل كرابطة وإنما تنظيم دورات المدربين من خلال الدعوات التي تصل للاتحاد وأن تكون مرجعية رسمية في المخاطبات بين الاتحاد وخارج الاتحاد.
في السعودية لا توجد رابطة للمدربين الوطنيين رغم كثرتهم وارتفاع مستوى تأهيل بعضهم بدورات المدرب المحترف (PRO) والدورات A وb وc ومع ذلك لم يستطيعوا أن يجتمعوا ويوحدوا صفوفهم ورؤيتهم تجاه المهنة واللعبة والاتحاد السعودي وترتيب متطلباتهم.
شئنا أم أبينا في الأخير لن ينجح مع المنتخبات السعودية إلا المدرب الوطني وهذا تاريخنا أمامكم فتشوه منذ أيام بطولة "مرديكا" مطلع الثمانينات الميلادية وحتى صعود عرش القارة والتأهل للمونديال والفوز بكأس دورات الخليج العربي كلها تؤكد أن المدرب الوطني أهل لتحقيق المنجزات والبطولات وكسر حاجز أهمية وجود المدرب الأجنبي.
إن المبالغ التي سوف تمنح للمدرب المحتمل للمنتخبات السعودية الأرجنتيني "بيلسا" في خمس سنوات "280 مليون ريال" تكفي لإنشاء الرابطة والصرف عليها لمدة مائة عام وتطوير كفاءة المدربين ومنحهم الدورات اللازمة بل بالإمكان منحهم رواتب شهرية من هذا المبلغ المرتفع جدا .
إن اجتماع مفتوح لمن يرغب من المدربين الوطنيين في فندق أو استراحة وتأسيس هذه الرابطة والانتقال لمرحلة أخرى بعيدا عن الفوضى والتوسلات والواسطات والعلاقات الشخصية في إشراف المدرب الوطني على بعض الأندية والمنتخبات أو استخدامه كما جرت العادة كمدرب طوارئ ودون عقود أو مستحقات تجعل التعجيل بعقد مثل هذا الاجتماع أصبح ضرورة.
إنني على يقين بأن هناك من الداعمين أو الشركات الوطنية من لديه الرغبة في رعاية مثل هذه الرابطة والصرف عليها بمقابل إعلاني وإنني على ثقة بأن شخصية مثل الدكتور راكان الحارثي بإمكانه إيجاد الرعاة لمثل هذه الرابطة لو تم التواصل معه وهو خير من يعمل في مجال التسويق والاستثمار الرياضي في الخليج في الوقت الراهن.
وما دام الأمر كذلك فلماذا لا يساهم اتحاد القدم في مساعدة هذه الفئة المهمة في اللعبة وتنظيم وضعهم من خلال اعتماد قرارات تاريخية مثل إلزام الأندية في الدرجتين الثالثة والثانية على مستوى الفريق الأول بمدرب وطني "تفرغ جزئي أو كلي"، وكذلك الأمر في الفئات السنية في كافة الأندية بكل الدرجات.
أن الرابطة في حال تم إنشاؤها تستطيع أن تضع التصنيف المناسب للمدربين الوطنيين والقيمة السعرية لكل مدرب من خلال خبرته وتأهيله ومشاركته مع نادية ومنتخب المملكة ويكون التعاقد مع الأندية والمنتخبات من خلال محامي هذه الرابطة.