واصلت طائرات التحالف العربي أمس تصديها لمحاولات المتمردين الاستفادة من وقف الغارات والتقدم للاستيلاء على المدن اليمنية، حيث قصفت مواقع المتمردين في عدد من المدن اليمنية، وأوقعت خسائر فادحة في أوساطهم. وأشارت مصادر أمنية إلى أن الانقلابيين لم يستوعبوا بيان التحالف الذي أعلن فيه إيقاف عمليات عاصفة الحزم، حيث شدد على أن أي اعتداءات حوثية على المواطنين المدنيين ستقابل بالحسم المطلوب، وأنه لن يسمح للانقلابيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بمواصلة عدوانها.
ففي بلدة يريم بمحافظة إب، شنت الطائرات غارات عنيفة على مواقع المتمردين، لا سيما مقرهم في مبنى كلية المجتمع ومقر اللواء 55 التابع للحرس الجمهوري. كما استهدفت غارات أخرى مواقع للقوات الموالية لصالح في شمال شرق صنعاء، إضافة إلى موقع اللواء 35 مدرع في مدينة تعز جنوب صنعاء.
كما استهدفت غارات مماثلة قاعدة طارق الجوية في تعز، استهدفت بشكل خاص مقر اللواء 35 بعد استيلاء ميليشيا الحوثي عليه، مشيرا إلى أن الغارات أجبرت هذه الميليشيا وقوات صالح على الانسحاب من معسكر اللواء 35 الذي أعلن في وقت سابق ولاءه للشرعية.
وعلى صعيد عدن، شنت طائرات التحالف غارات كثيفة ركزت على مواقع الانقلابيين، خصوصا في حي دار سعد ومحيط المطار وعند المدخلين الشرقي والشمالي للمدينة. كما جددت قوات التحالف غاراتها على مواقع المتمردين في خور مكسر. وكذلك استهدفت الغارات تحركات لميليشيات الحوثيين وقوات صالح في منطقة العريش، حيث أسفرت الغارات عن تدمير فندق بدوار العريش كان يتحصن فيه متمردون.
أما في الضالع، فشن طيران التحالف غارة على موقع السوداء، ردا على قصف دبابات تابعة لميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح لقصف قرى الجليلة والوبح بشكل عشوائي. كما استهدفت غارة أخرى معسكر اللواء 33 مدرع الموالي للرئيس المخلوع في الضالع الذي يشارك في قصف المدينة دعما لقوى التمرد.
وفي سياق المواجهات الدائرة بين قوات المقاومة الشعبية والمتمردين المدعومين بقوات المخلوع صالح، دارت اشتباكات في مدينة عدن، وصفها سكان بأنها الأعنف، خصوصا أن الطرفين استخدما المدفعية والدبابات. وأكدت مصادر إعلامية أن المقاومة الشعبية تلاحق المتمردين وتضيّق الخناق عليهم بمناطق عدة، مضيفة أن المقاومة بدأت تنظم نفسها لمواجهة أي محاولات من ميليشيات الحوثيين لاستعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها في الأيام الأخيرة. وقال القيادي في المقاومة الشعبية بالمدينة أحمد الميسري إن الثوار تمكنوا من إدخال قطع عسكرية في خط المواجهة مع الانقلابيين بمنطقة العريش بخور مكسر.وفي تعز، ما زال جنود اللواء 35 ومقاتلو المقاومة الشعبية يخوضون قتالاً عنيفا ضد ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع التي تحاول بسط سيطرتها على معسكر اللواء، وأشارت مصادر إعلامية إلى أن المتمردين لم يسيطروا بشكل كامل على معسكر اللواء، وأن القتال يجري على صورة كر وفر، مؤكدة أن المقاومة عقدت العزم على طرد المتمردين من موقع اللواء ومن كامل المحافظة.
وعلى صعيد الضالع، قصفت دبابات تابعة لميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع قرى الجليلة والوبح بشكل عشوائي. وقالت مصادر داخل المقاومة إنها نصبت كمينا محكما للمتمردين، ما أدى إلى مقتل 17 منهم وإصابة 27 آخرين.
أما في مأرب، فتمكنت المقاومة الشعبية من اقتحام مواقع مهمة كان يسيطر عليها المتمردون قرب معسكر ماس في منطقة الجدعان. وأضاف المصدر أن عشرات من مسلحي الحوثي قتلوا وجرح آخرون في هذا الهجوم. وأكد أن المقاومة تمكنت من الاستيلاء على معدات عسكرية بينها دبابتان وعربات مصفحة تابعة للانقلابيين.