لا يزال القابعون خلف الحدود والمرجفون في الأرض في محاولة متكررة وحثيثة لصدع صف الائتلاف الواحد، لا يزالون يبتكرون الكذبات الجديدة كلما انكشف زيف القديمة منها. ما برحوا يقومون بدور الأدوات إن إراديا أو دون أن يدركوا أبعاد اللعبة، يستغلون الأزمات ببث أباطيل جديدة وحبك أكاذيب مبتكرة ونشر إشاعات غبية، يلعبون على حبال التأرجح البالية، ويعزفون على وتر الغوغاء والصراخ، ثم يصطدمون بقوة وثبات البنيان المرصوص، ليعودوا إلى خيبة المربع الأول ولإحباط أمتار البداية!

"إيران" لم تمل اللعبة بعد، تنشر ألسنتها المفعمة بالضجيج، وتجند مرتزقة الحرف على كل منبر، وتوظف أغبى المخلوقات على ما تيسر لها من الشاشات، وتسعى بكل ما أوتيت إلى زرع طابور خامس في الداخل، لكنها ما تلبث أن تخذل حين تكتشف أن الضجيج ليس أبلج من "الحق" وليس أوضح من "الواقع" الذي نشاهده كل يوم.

يملأ أحدهم "الكذب" و"الزور" و"النفاق" في أحماله، ثم يفرقها على كل منبر بضلاله، فيكشفهم الله في الحجرات بـ"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"!

سمى الله ما يقومون به إرجافا، مهمتهم زراعة الفتن ووضع القلاقل، هوايتهم نزع الصراعات وتخويف الناس، ولكن الخيبة والخذلان تصبح حلقة أخيرة لمسلسل "إخفاقهم" المتكررة والبائسة التي حفظنا سيناريوهاتها الهشة وعرفنا تفاصيلها الركيكة عن ظهر قلب!

لكل ناعق قادم نقول، فلتنظر للناعق الذي سبقك كيف انكفأ وخذل! ألم يكن كافيا حتى تنزجر؟ أم ستكون عبرة إضافية للناعق الذي يليك؟

للناعق القادم نهمس بأن وعينا أكبر جدار سيصطدم به زيف أقوالك، وهو خط دفاعنا الأول ضد أباطيلك وإرجافك. دع عنك ما تفعل فأنت حتما تزرع "بذور" شجرتك الخبيثة في المكان الخطأ!