لم يستبعد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى الدكتور خضر القرشي أن تستأنف قوات التحالف بقيادة السعودية عملية عاصفة الحزم في حال استمر المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران وعلي عبدالله صالح بأعمالهم العبثية الرامية للإضرار بالشعب اليمني ودول الجوار.

وقال القرشي في تعليقه لـ"الوطن" حول إعلان انتهاء عاصفة الحزم "يبدو بأن القصف توقف.. ولكن باعتقادي أن المعركة لم تنته بعد"، مشددا على أن هذا القرار يأتي من منطلق إعطاء فرصة للسلام، وذلك بعد أن حققت العملية العسكرية أهدافها الرئيسة.

لكن رئيس خارجية الشورى تتملكه مخاوف من احتمالية أن يكون ما أشيع حول وجود وعود من طرف الحوثيين والمخلوع بإيقاف أعمالهم على الأرض أو إعادة انتشارهم، هي عبارة عن مناورة لالتقاط الأنفاس، وقال في هذا الصدد "شخصيا لا أثق بالحوثيين ولا بالمخلوع لأن تاريخهم يشهد بأنهم لا يلتزمون بعهد ولا ميثاق ويجيدون بإتقان سياسة المناورة والمراوغة".

وأكد خضر القرشي، على أهمية الدور السعودي الذي لعبته منذ البداية في محاولة الإصلاح بين الأطراف المتنازعة في اليمن، منذ أكثر من ثلاث سنوات، غير أن تعنت الحوثيين والرئيس المخلوع صالح واغترارهم بوقوف دولة الفرس من خلفهم جعلهم يمتنعون عن الصلح، وهو ما حدا بالرياض للاستجابة لطلب الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، حيث قادت عملية ضمن تحالف عربي ركزت خلالها على عدم الإضرار بالبنية التحتية أو الشعب اليمني، واستهدفت قدرات الحوثيين العسكرية القادمة من إيران وتمكنت من شلها شللا كاملا.

ورأى رئيس خارجية الشورى، بأن طلب الرئيس اليمني بإيقاف عملية عاصفة الحزم، جاء من منطلق إعطاء الفرصة لاختبار نوايا الحوثيين بالصلح والسلام، غير أنه أثار تساؤلات حيال ما إذا كان ذلك جاء نتيجة خضوعهم وخنوعهم بعد الضربات القاصمة التي تلقوها وبالتالي قبولهم بقرار مجلس الأمن أم أنها مناورة يريدون من خلالها التقاط الأنفاس؟.

ويقرأ خضر القرشي، الذي يقول إنه متتبع لتاريخ ومساعي الدولة الفارسية وحركاتها في المنطقة العربية، بأن التطور الأخير كان عبارة عن رغبة المتمردين بخفض رؤوسهم عن الريح. وعلى الرغم من إقراره بأن النوايا في علم الله، إلا أن القرشي بات متأكدا بأن إيران لن تتنازل عن مشروعها التوسعي، بالتعاون مع الأذرعة الخونة التي يتعاونون معها ويأتمرون بأمرها من داخل الدول العربية.

وحذر رئيس لجنة الخارجية بمجلس الشورى الحوثيين من أنهم سيدفعون الثمن باهظا في حال استمروا في غيهم بالإضرار بالشعب اليمني أو التخطيط لاستهداف دول الجوار، مؤكدا أن إيقاف عاصفة الحزم كان لإعطاء فرصة للسلام لإقامة الحجة عليهم.