حالة الرضوخ الإيرانية التي اكتنفت موقف طهران منذ بداية العملية العسكرية التي قادتها السعودية ودول التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن، وحتى نهايتها ليل أول من أمس، كانت من أهم العناصر التي رافقت المشهد.

وفي قراءة لذلك الموقف، قال عضو الشورى الدكتور زهير الحارثي في اتصال هاتفي مع "الوطن"، إن إيران ومنذ أول يوم لعملية عاصفة الحزم، عاشت تحت وقع الصدمة، ومعلوم أن العملية العسكرية التي قادتها السعودية والدول المتحالفة معها أدخلت المسؤولين الإيرانيين في حرج شديد أمام حلفائهم على الأرض، وكان التردد ورد الفعل المشوش من أهم ملامح الموقف الإيراني، حيث أخذت بمحاولة إثارة الغبار على شرعية العملية وإطلاق الإساءات والاتهامات بحق المملكة، مبينا أنها وقفت عاجزة دون وجود خيارات يمكن أن تقدمها لحليفها الحوثي.

ولا يستبعد الحارثي أن يستمر الإيرانيون بتقديم الدعم للحوثيين، وقال "التدخل في شؤون دول الجوار هو مخطط استراتيجي بالنسبة لإيران. الأكيد أنها ستدعمهم سياسيا، ولكن ما يجب أن يتنبه له التحالف العربي خطورة إعادة تسليح تلك الميليشيا وتحويلها إلى حزب الله آخر كما هو الحال في لبنان".

ويعتقد عضو مجلس الشورى وعضو لجنة الشؤون الخارجية أن مجلس الأمن الدولي سيلعب دورا هاما وكبيرا لصالح إعادة الأمن والاستقرار في اليمن، بناء على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. وقال "باعتقادي أن الدول الكبرى كانت ترغب بإيقاف الضربات في سبيل إيجاد حل ستلعب فيه الدور الأكبر".وعن توقيت انتهاء عملية عاصفة الحزم وعلاقته ببدء سريان القرار الأممي رقم 2216 الخاص باليمن، رأى زهير الحارثي أن هناك علاقة بين الأمرين. وأضاف "الحل في هذه المرحلة ليس مرتبطا بالحوثيين كجهة بقدر ما هو مرتبط بالأطراف الإقليمية التي وراءهم.. يبدو أن قوات التحالف وضعت الكرة في ملعب تلك الأطراف التي باتت على المحك الآن".