تاهت حليمة بعد أن غاب شقيقها وانتقل مع جنود عاصفة الحزم للذود عن الوطن وعن العروبة.
تألمت لغيابه. حزنت ?نه لن يحملها إلى أولئك الذين سيكونون هذا اليوم مرحبين بنوع آخر من ضيوف الحد الجنوبي، في افتتاح "ملتقى الهوية والأدب" الذي ينظمه النادي الأدبي في أبها.
هذا المكان الذي شكل هويته الثقافية وأصر على أنه جوهر الهوية العربية. هذه المرة يقام الملتقى ومن يسمى "حسن نصر الله" يوزع العروبة على نجد والحجاز واليمن! وأخو حليمة ومن معه على الحد الجنوبي يضعون حدا لغزو فارسي يستهدف عمق العروبة!
أخذت حليمة تفكر ماذا تعني الهوية؟
هل هي اللغة؟ الدم؟ البقعة الجغرافية التي يعيش الناس فيها؟ هل هي سياسية؟ دينية؟ اجتماعية؟
ولأن أفكارها كانت تذهب بعيدا أحيانا كثيرة، قررت الحد من فلسفة الهوية، واتجهت نحو أولئك المحاربين على الحد الجنوبي بمن فيهم شقيقها، ففهمت حقيقة الهوية، وهي تستقبله شهيدا متشبثا بحفنة من تراب تفوح منه رائحة العروبة. لم تكن قبل قد استخلصت معنى حقيقيا للهوية. فوضت أمرها إلى الله، وعلمت أن الغيرة على لحمة العروبة هي التي استنهضت نارها في شقيقها وكل جنودنا، وجعلتهم طلائع ?عادة تصحيح مفهوم العروبة في الوطن العربي.
عادت من جديد لتكرر البحث في مفهوم الهوية. سألت كثيرا ممن حولها، فوجدت الجميع متفقين على أن جزيرة العرب هي جوهر الهوية العربية ومعقلها، وأنه ? حق ?حد سواها تصنيفنا بين عرب وسواهم، بل على من يصنفنا التأكد من عروبته التي اكتسبها وسهل على عجمه سلبها منه.
تشكل لدى حليمة مفهوم مختصر من خلال بحثها وقراءتها عن ماهية الهوية وتعريفاتها، فوصلت إلى أنها: أرضنا العربية الحقيقة، بناها الذين ينتمون إليها بكل مبادئهم وقيمهم ودمائهم، وأن من ترجمها هم أبطال الحد الجنوبي، ولذلك: حليمة تطل على "ملتقى الهوية وا?دب" من هذه الزاوية في تعريف الهوية، مرحبة بضيوفه الكرام من أقطارنا العربية، حاملين صرخة "هوية" بسلاح ا?دب والفكر والنقد، وستقدم لهم عصائب الرأس من زهور الحد الجنوبي، وستتذكر فيما بعد تسميتها الخاصة بها للملتقى: ملتقى الحد الجنوبي.