منذ عقود ونحن نلف وندور حول أربع صيغ في أعمالنا الدرامية، وهي كوميديا (الفالس) التعيسة والتراجيديا الاجتماعية الخانقة، والأعمال التاريخية الهزيلة، والمسلسلات البدوية المشوهة.
معظم أعمالنا تدور حول نفس البؤس ما عدا اختراقات بسيطة مختلفة مكتوبة بشكل رديء، هذه الصيغ لا تشكل في الدراما الحديثة رقما يذكر، بعضها لم يعد صالحا في وقت أصبح فيه مشاهدنا يتابع أعمالا عالمية يبدو أن منتجينا وقنواتنا هم الوحيدون الذين لا يتابعونها. ربطنا أنفسنا حول سوار بالية، معتقدين أن المشاهد لن يتقبل غيرها، بعد كل هذه السنوات وحتى اليوم لم نقدم 5% مما يجب، التقنيات حول العالم تتطور ونحن ما زلنا أسرى تقنيات الثمانينات والتسعينات، وأنا هنا أضع أمام السادة المنتجين عناوين للكثير من الصيغ التي تستخدم في عالم اليوم علّ أحدهم يؤمن بها، ومنها "ثيمات" الرومانس، الأكشن، الفنتازيا "بأنواعها"، الرعب، الخيال العلمي، الغموض والإثارة، الرحلة أفلام الطريق، الأعمال السياسية، سير الإعلام، المغامرات، دراما الشخصية، الجريمة، الأعمال الموسيقية، الأعمال الرياضية، الحروب، أعمال المراهقين "شباب/ وفتيات"، دراما كبار السن، الميلودراما، القوى الخارقة، وهذه العناوين تتحول إلى آلاف الصيغ من خلال جمع وتفاعل صيغتين أو أكثر في مسلسل واحد مثلا "الرومانس/ الأكشن" أو "الخيال العلمي/ الإثارة/ الحروب".
لدينا كل مقومات النجاح، ولكن علينا أن نعي عصرنا ونحترم مشاهدنا، ونكون على يقين أن كل من لا يفكر خارج الصندوق سوف يخرج من حديقة الفن، ولا بقاء إلا للمبدعين والمجددين، القادرين على الجنوح بالخيال.