يفتتح أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد اليوم "ملتقى الهوية والأدب" الذي ينظمه نادي أبها الأدبي لمدة ثلاثة أيام في مقر فعاليات الملتقى بفندق قصر أبها بحضور ومشاركة ما يزيد على 100 باحث وباحثة من المعنيين بالفكر واللغة والأدب، إلى جانب عدد من الأدباء والعاملين في الحقل الثقافي. وكشف رئيس مجلس إدارة نادي أبها الأدبي المشرف على الملتقى الدكتور أحمد آل مريع فكرة الملتقى كمحور بقوله: إن هذه المرحلة التاريخية التي يجتازها العالم أجمع ومن هذا العالم وطننا المملكة العربية السعودية مرحلة تتصف باختفاء الحواجز وغياب الموانع الطبيعية والثقافية، واقتحام قلاع الخصوصية الفردية والثقافية في كل لحظة وفي كل مكان، والتغير والتنوع الشديدين اللذين أصبحا سمتين من أبرز سمات العصر. ومن هنا كان سؤال الهوية سؤالا مهما يحرض على فهم العلاقة المركبة بين الإنسان والذات والآخر وبين التاريخ والجغرافيا والأفكار.

ولعل في طرح سؤال الهوية في سياق الأدب والأدبية ما يجمع بينهما، وكل منهما مشكل بحد ذاته، وتحرير الأفق لهذه العلاقة المزدوجة يستدعي معالجة موضوع الهوية في أكثر من جانب بدءا من الفكرة والقيم الأخلاقية مرورا بالموقع والحدود والأنماط وممارسة الكتابة. ولا شك أن هذا الملتقى بأوراقه العديدة والباحثين سيوفر مناخا جيدا للحوار والفهم. وقال إن الملتقيات ليست مجرد أوراق تلقى فقط، ولكن فرصة للالتقاء بالباحثين الذين جاءوا من كل مكان.

وأضاف آل مريع: هذا الملتقى هو الأضخم في تاريخ النادي والأول في مجال النقد الأدبي في موضوع بالغ الأهمية لطبيعته الإشكالية من جهة وأثره من جهة أخرى، الذي يستضيف عددا من المفكرين والأدباء من خارج المملكة وداخلها. ويتولى النادي من خلال أعضائه والعاملين فيه تنظيمه وإدارته، وقد بلغت الأوراق العلمية التي أجازتها لجنة التحكيم تسعا وأربعين ورقة علمية لتسعة وأربعين باحثا وباحثة يستضيفهم النادي من خلال جلسات علمية، ما سيجعل من الملتقى فرصة جيدة للقاء بين الباحثين وللحوار العلمي العميق حول مفهوم الهوية ومحدداتها وطبيعتها. ودعا آل مريع الباحثين والمهتمين والمثقفين في منطقة عسير إلى التقاء هؤلاء الباحثين وحضور الجلسات العلمية، وإثرائها بالحوار والاختلاف والدفع بها للوصول إلى ما يهدف إليه النادي الأدبي من مقاصد معرفية نافعة.

يبدأ الافتتاح بتدشين معرض الصور والوثائق التاريخية التي تكشف عن جوانب ثقافية في منطقة عسير، ثم الحفل الخطابي الذي تتخلله كلمة المشرف على الملتقى آل مريع وكلمة الباحثين من المملكة يلقيها الدكتور محمد مريسي الحارثي، وكلمة للباحثين المشاركين من خارج المملكة يلقيها الدكتور حاتم الفطناسي وقصيدة لأحمد عسيري.