تحدثنا كثيراً عن الحرب الإعلامية والتويترية التي يعيش نادي الشباب وجماهيره تحت ضغطها المتواصل من قبل أن تستلم الإدارة عملها بشكل رسمي، وزادت ضراوة هذه الحرب ووحشيتها مع الهزائم المتكررة، فقد كانت هذه الحرب تدار من خلف الكواليس ولكنها الأن أصبحت حرب معلنة وواضحة الأهداف، وهي السعي لإسقاط نادي الشباب ممثلاً في إدارته، والكل يعرف من يقف خلف هذه الحرب، ويعرف طريقتها الهرمية في العمل والتأثير، بداية بالزعيم ونهاية بالمشجع البسيط في المدرج.

ولا ريب بأن المشجع الشبابي البسيط هو وقود هذه الحرب الماكرة، فقد تم إستغلال بعض الجماهير الشبابية، عن طريق التأثير عليهم ليقوموا بتنفيذ ما يطلب منهم فعله، حتى لو كان ذلك يضر بناديهم ويجعله يعيش تحت الضغط بشكل متواصل.

أنجرف بعض الجماهير خلف هذه الحرب المعلنة، والبعض منهم لديه الإستعداد لتصديق أي نوع من الكلام السخيف إذا قدم لهم بطريقة خاصة ومؤثرة ذات طابع مسرحي يجعل من الكيان هو الهدف النهائي خلف هذه الهجمة الإعلامية الشرسة.

وأحد الأساليب الملتوية في هذه الحرب يتمثل في محو الذاكرة الشبابية، وإسقاط هيبة كل شخصية شبابية صنعت تاريخ الشباب من وجدان الجماهير, مع طمس كل الملامح المشرقة في تاريخ الشباب وإختزال كل ماهو جميل في حقبة زمنية بسيطة لا تتعدى الثمان سنوات.

فهم يترصدون لهذه الذاكرة ويتعاملون معها بشكل إنتقائي، يحذفون ما يريدون ويحفظون ما يريدون, فما يخدم أجندتهم يتمسكون به، وما يتضارب مع أهدافهم يضعونه في سلة المهملات, أنه أقرب ما يكون لإجراء عملية فرمتة للذاكرة الشبابية، أو صناعة ثقب في هذه الذاكرة حتى لا تحتفظ بملفاتها ويمكن التلاعب بها.

أصبح المشجع الشبابي يعتقد بأن الشباب لم يصبح بطلاً إلا عام (2006)، وأصيب بنوع من النسيان المتعمد لكل الإنجازات العالمية والمحلية التي حققها نادي الشباب ورجالاته ونجومه الكبار.

أصبح البعض للأسف الشديد يحارب الرموز والنجوم الذين صنعوا تاريخه وكان لهم الفضل في تشجيعه لنادي الشباب, بما قدموه من إنجازات، وهؤلاء البعض تنكروا بصورة قبيحة لمن قضوا أعمارهم في خدمة الكيان، وأنجرفوا خلف شخص (يقطن إستراحة) لم يعرف الشباب إلا من ثلاث أو أربع سنوات، ويحاول الأن أن يقلب الرأي العام ضد رموز نادي الشباب عن طريق مكالماته التلفونية التي يستهدف بها الجماهير المؤثرة مستغلاً حالة الغضب التي يعيشونها بسبب النتائج السلبية التي يمر بها الفريق.

فهو يجيد إختيار ضحاياه، عن طريق الإحتواء والتقرب والتودد لهم, فكلنا نعلم بأن هناك محاولة حثيثة لصناعة تيار قوي قادر على جرف الأغلبية الساحقة من الجماهير، ونعرف بأن هذا التيار مدعوم لوجستياً في الإعلام المقروء والمرئي، ويهدف لتأليب الرأي العام ضد الإدارة حتى ترحل في أقرب فرصة.