وزير خارجية إيران عام 1979 يقول انتهوا العرب، لكن عاصفة الحزم "بعد سقوط أربع عواصم عربية" قالت العرب الشرفاء على قلب واحد.
"عاصفة الحزم" شكلت وحدة عربية جادة لأول مرة وفرزت المنتمين للعروبة والمرتمين في أحضان المجوس بشكل واضح، حتى الرابضين في المنطقة الرمادية يعتبرون ضد وحدة العرب مع من ارتضوا التبعية وأذناب البقر.. هناك مكاسب عربية عدة من هذه العاصفة التي أتت في أحلك الظروف ومنها العودة الشرعية لليمن الشقيق والخروج من ذُل الشجب والاستنكار اللذين لا يغنيان ولا يسمنان من جوع إلى ساحة القيمة الإنسانية المكانية والزمانية، ومع هذا فيعتقد أغلب المحللين والسياسيين أن الفوائد والمكاسب في النهاية تصب في مصلحة "إيران" فقد اتضح أن القيادة الإيرانية والعمائم السوداء قادت الشعب الإيراني للمنطقة السوداوية ووضعته في المربع المنبوذ بدلا من الاستفادة من هذه الثروات التي تم إنفاقها في المناطق العربية وكان نتاجها وأمام العالم تعرية هذا الفكر على حقيقته، ولذا فقد تتجه إيران إلى الانكفاء على الداخل والاهتمام بالشعب المغلوب على أمره وترك الآخرين وشأنهم وبذلك تصبح إيران الكاسب الأكبر من "عاصفة الحزم".
اتضحت أمام إيران الحقيقة التي تقول "لا كسرى بعد كسرى" وأكدتها "عاصفة الحزم"، لذا عليها إعادة ترتيب أوراقها والاتجاه للداخل والعودة للمشهد البنائي الثقافي والعلمي والسياحي والصناعي، بدلا من إهدار مليارات الدولارات على جماعات تقتات على حساب رغيف الفقير الإيراني. ستكون إيران الكاسب الأكبر من هذه العاصفة إذا تركت نزواتها وعنجهيتها وترساناته ومفاعلها واتجهت للبناء الحضاري ونشر السلام فما تفكر به سابقا دونه خرط القتاد.. وفي تدبرها إذا شاءت التبيان والعِبَرُ.