ألم يكن يسمى اليمن السعيد يمن الوحدة والسلام، يمن التخطيط للبعيد، يمن الصناعة والسياحة والتاريخ والأثر.. يمن تجاوز حدود الجغرافيا، وتحدى الجهل والبطالة والخوف.. يمن نحت الصخر، وانطلق من الصفر نحو طريق الألف ميل، ورسَخ مبدأ الوحدة بين الشمال والجنوب.. حتى رأينا اليمن كيف يحاول أن ينهض بقائده الرئيس هادي رغم أوجاعه المزمنة، وتطاحن القبلية والثأر والأحزاب السياسية، والثورات التسلطية.. التي دوما تكون مسرحا للقاعدة لنعاود الركض في المكان والخلف.. وتستشري المليشيات الحوثية عبثا يحنو لخيانة قائد الأمس الذي عض أصابع الإحسان له، والذي ظل عقودا يدندن على وتر الشعارات المهترئة التي كشفت أقنعتها داء السلطة والتملك، والأنانية وإن كان ثمنه تدمير اليمن إنسانا ومكانا.

يمن تكالبت عليه الظروف من كل حدب وصوب وشعب يعاني الشح والفقر، والبطالة. يمن كاد يدفع روحه ثمنا لثلَة تريد تمزيق الوحدة وإعادة زمن الغاب والناب.. ثلة تقدم اليمن الجوهرة في كف فحَام أحمق ليلقي بها في رداهات الفتنة والطائفية والمذهبية ليكون الطريق معبَّدا للذئاب الشرسة كي تزرع في جسد اليمن الطاهر أنياب حقد وتخريب ودمار، بدلا من عدل وإصلاح وإعمار.. ثلة تسيء لليمن ولا تعلم بأنه تاريخ وإسلام وحضارة.. ثلة لا هدف واضح تنشده غير الزعزعة والضياع لآراء غوغائية، كما أصبح اليوم في المشهد السياسي يمنا تعيسا حزينا..!

لا تحزن أيُّها اليمن السعيد، وإن جارت عليك معاول الهدم، فعاصفة الحزم، عاصفة الملك سليمان حزم في وجه كل ظالم وخائن وعميل.. عاصفة الحرية والهوية والإباء سوف تعيد لليمن الشموخ والقوة والتحدي.. عاصفة تذكر الفرس، بأمجاد إسلامية خالدة فما زالت القادسية تحكي، وما زالت ذي قار تروى لكل العابرين نحو اليمن ورحلة الشتاء والصيف.