مع مضي الستة أشهر الأولى من ولاية الأمير عبدالله بن مساعد رئيسا عاما لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية السعودية، بدأت خطط العمل تظهر على أرض الواقع، يواكبها نجاحات في عدد من الألعاب واستمرار أبطال في إنجازاتهم منذ ثلاث أو أربع سنوات.

هذا الحراك نتاج ورش عمل حقيقية واجتماعات واكبها تغييرات إدارية وتنظيمية وتسريع في تمويل الفرق والاتحادات بما يؤكد الحد من مشاكل بيروقراطية الإجراءات.

وفي خط مواز تم التواصل مع عدة جهات ذات علاقة على الصعد كافة بما يعمق مفهوم الرياضة في المجتمع وأهمية تلاقي الأفكار واستثمار الشباب خير استثمار لمصلحة الدين والوطن والمجتمع.

واستكمالا لما كتبته في هذا الإطار، أقف مع آخر المستجدات الجميلة وترسم خطة العمل "الأولمبي" قاريا ودوليا، منها ما هو متوقع متى تم تنفيذ الخطة بدقة وإخلاص من الجميع، ومنها ما هو صعب جدا ما لم يكن تفرغ الأبطال متاحا ولو بنسبة 70% مع توفير كل سبل النجاح، لاسيما أن الذين سبقونا لديهم خبرة كبيرة ومن كانوا خلفنا وتقدموا علينا يوفرون ميزانيات ضخمة تفوق ما هو مخصص لرياضتنا أضعافا مضاعفة.

العمل من الآن لأولمبياد آسيا (الأسياد) عام 2022 يؤكد مدى عمق الإستراتيجية، بطموح تحقيق "المركز الثالث"، وجمع "100" ميدالية حسب وعود المسؤولين، والتي إذا تحققت ستكون إنجازا كبيرا جدا في وجود دول لها صيت دولي، بعضها قهرت الدول العظمى ونافست أميركا، وترتكز في إعدادها الدولي على "الأسياد". ولذا أتمنى أن تكون الدراسة على قدر من الدقة بما يكفل تنفيذ الخطة جيدا بعد توفيق الله لكي لا تكون الصدمة قاتلة.

أيضا أشار الأمير عبدالله إلى أولمبياد البرازيل 2016 في ريو دي جانيرو، متطلعين إلى عمل جيد خلال 16 شهرا "ليست كافية لإعداد أبطال"، ولكنها تستمد من تجارب دولية لعمل سبع سنوات قبل 2022. وهذا أيضا يؤسس لعمل مستقبلي، ويتيح للمختصين تقييم العمل والنتائج ومتطلبات ما يجب فعله بعد مرحلة مهمة بحجم أولمبياد البرازيل كي نحقق ما نصبو إليه في استراتيجية جديدة تواكب إمكاناتنا وترفع من مكانتنا وتزهو باسم المملكة العربية السعودية.

وفي ظل الشفافية المتبعة والحراك المستمر نأمل أن يكون فريق العمل من جميع الاتحادات في مستوى المتابعة بما يعزز وضوح الرؤية ومعرفة التطورات لدى المتلقي أولا بأول، ولاسيما أن الاتحادات حظيت بصلاحيات أوسع وأنيطت بمسؤوليات في اختصاصها بالتواصل مع المجتمع، وبالتالي توسيع رقعة مختلف الألعاب لاستقطاب أكبر قدر ممكن من هواة كل لعبة لدى ذوي الاختصاص.

وفي صدد التطورات، فرحت بانتخاب المهندس لؤي ناظر نائبا لرئيس اللجة الأولمبية الذي منذ أول ظهور له رئيسا للبعثة السعودية في "أنشون" بكوريا الجنوبية قبل ستة أشهر وهو يتحدث بفكر نير وعقلانية وتوازن، ثم أنجز أعمالا مهمة وحيوية على رأس أكثر من فريق. وهذا لا يعني أنه الأفضل أو أنه بلا أخطاء، لكنه قدم عملا مثمرا بما يضاعف مسؤولياته بعد أن ارتقى "نائبا". وبالتأكيد سيكون تحت المجهر أكثر عن ذي قبل مما يحتم اهتماما أكبر وتسخير جهده أكثر للمتابعة والتنفيذ والتطوير.

نأمل أن يكون الإعلام على قدر من المسؤولية في مواكبة هذه النقلة باستقطاب متخصصين ممن مارسوا الألعاب ومن لهم تجارب أولمبية بما يضيء النقد الموضوعي والهادف، ولا شك أن الزملاء القياديين في مختلف وسائل الإعلام أهل لما هو آت بما يقوي تطلعات المسؤولين والجمهور، سائلا المولى العلي القدير التوفيق والسداد وأن نسمو برياضتنا إلى أعلى مقام.