بعد أن كانت القاهرة وجهة الفنانين والفنانات من مختلف أنحاء الدول العربية في الستينات، أصبحت الفضائيات المصرية في الأعوام الثلاثة الماضية جاذبة لعدد كبير من المذيعين والمذيعات العرب، إذ لا تخلو شاشة مصرية حاليا من مقدم أو مقدمة برامج من دولة عربية.

واللافت للنظر أن الفضائيات المصرية لم تعد تعتمد على المذيعين العرب في برامج ترفيهية أو اجتماعية أو برامج اكتشاف المواهب فقط، وإنما امتد الأمر لأبعد من ذلك، إذ بات الاعتماد عليهم حتى في تقديم البرامج السياسية التي تتطلب في الأساس مذيعا أو مذيعة من مصر يكون على دراية بالأوضاع الداخلية والقضايا التي يناقشها في الحلقة.

ومن الإعلاميين العرب الذين ارتبطوا منذ سنوات بالفضائيات المصرية، المذيع اللبناني نيشان الذي قدم على قناة "الحياة" برنامج "أنا والعسل" الذي يعرض في شهر رمضان من كل عام، واللبنانية رزان مغربي التي تقدم حاليا برنامج "الحياة حلوة"، واللبنانية راغدة شلهوب التي تقدم حاليا برنامجا اجتماعيا يحمل اسم "كلام في سرك".

أما الإعلامي اللبناني طوني خليفة، المثير للجدل دائما بقضاياه المختلفة التي لم يعتد عليها المصريون، نجح بدروه في حجز مكانه على الفضائيات المصرية منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتنقل في قنوات عدة مختلفة ليستقر الأمر به حاليا في قناة "القاهرة والناس" من خلال برنامجه "أسرار من تحت الكوبري" كما يقدم برنامجا في نفس الوقت على قناة "الحياة" باسم "مذيع العرب" بمشاركة الإعلامية اللبنانية منى أبو حمزة الوافدة الجديدة إلى الشاشات المصرية.

وفي قناة "القاهرة والناس"، تطل المذيعتان اللبنانيتان ديانا فاخوري، وجيسيكا عازر ثلاث مرات يوميا لإلقاء نشرة الأخبار.

من جهتها، قالت أستاذة الإعلام الدكتورة عزة هيكل إن "اعتماد الفضائيات المصرية على المذيعين والمذيعات العرب، لا يعدو أن يكون موضة، بمعنى أن مالك القناة يرى أن إدخال وجه جديد ذي لهجة عربية سيكسب البرنامج شهرة أوسع ويجذب إعلانات أكثر".

فيما أكدت الناقدة الفنية نهى جاد أن "انتشار الإعلاميين العرب على شاشات الفضائيات المصرية أخيرا يرجع إلى سيطرة جنسيات عربية عدة على شركات الدعاية والإعلان، كما أن انخفاض أجور بعض المذيعين والمذيعات العرب عامل اقتصادي مهم، مقارنة بالأجور الباهظة لكبار الإعلاميين المصريين".