أبدى رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد استغرابه من حديث البعض بأنهم سيذبحون (حاشي أو خروف أو دجاجة) في حال خسارة الهلال وخروجه من البطولة الآسيوية، وقال الأمير: "هذا الأمر يدعو إلى السخرية ولا أملك أن أقول لهؤلاء إلا الحمدلله رب العالمين".. (انتهى).

قبل أن يتحدث الأمير عبدالرحمن عن هذا الأمر، كنتُ قد كتبتُ بعد مباراة الغرافة في قطر ـ وأرجأت النشر ـ بأنني لم أكن أتوقع أن السواد الأعظم من جماهير الأندية السعودية باستثناء جماهير الهلال لا تزال تقف ضد الهلال ليس في المباريات المحلية فقط وضد فرقها أو الفرق الأخرى فحسب، ولكن حتى في مشاركاته الخارجية حيث تجد هؤلاء يشجعون الفرق المنافسة التي تمثل بلدانا أخرى مع الأسف!! كنت أتوقع أن هذه الظاهرة انتهت أو على الأقل تلاشت أو انحسرت أو هي في طريقها لذلك، وإن بقي من يمارس هذا الكره وهذه العصبية أو التعصبية ضد أحد الفرق الوطنية، فهو شذوذ لا يمثل قاعدة أو ظاهرة، لكن خابت توقعاتي، وأظهرت مباراة الغرافة الأخيرة أن الكراهية للهلال من غير أنصاره مستمرة ومتنامية ومضطردة، فأغلب مشجعي الأندية الأخرى كانوا يتمنون سقوطه بل عندما تلقت شباكه 3 أهداف في الحصة الأولى من النزال خرجت البهجة والفرحة والغبطة في مسيرات كتابية وتصويرية وتنكيتية عبر الجوالات والمنتديات والاتصالات جذلى بسقوط الهلال وإن خيب الأخير آمالهم ونجا من الخروج المرير بخبرة لاعبيه وقتاليتهم وتمسكهم بالإصرار على عدم تكرار الخروج الحزين على يد أندية الجوار كما حدث في البطولات القارية الأخيرة! وقد تكرر هذا المشهد المعتم أي الوقوف مع الفريق المنافس في إيران وشخصيا تلقيت مكالمات ورسائل تتهلل فرحا بخسارة أزرقنا لنزال الذهاب!

أنا ضد هذا التعصب إذا كان يجعلنا نساند الآخر ضد وطننا مهما كانت الأسباب، لكن الاستغراب وحده لا يكفي ولا الإنكار ولا الشجب وإعلان موقف الضد من هذه الممارسات المقيتة، بل إن الأمر الذي يتحدث عنه الأمير الشاعر بحرقة ومرارة وأسف، وهو محق في ذلك، يجب أن يخضع للدراسة والتحليل واستطلاع الآراء لمعرفة لماذا يكرهون الهلال بهذا الشكل السافر غير الجميل خاصة أن فريق الشباب ممثلنا الثاني في الدوري الآسيوي لم يتعرض له أحد بمثل هذه الكراهية بل على العكس وجد دعما كبيرا وتحفيزا مثاليا من جميع جماهير الأندية الأخرى الذين حضروا إلى ملعب الملك فهد الدولي بالآلاف ليساندوا الشباب صاحب الجماهيرية المحدودة، وأسهموا بشكل كبير في عودته للمباراة وقلب نتيجة تخلفه طيلة النزال ولثلاث مرات تقدم فيها الفريق الكوري لكنهم، أي الشبابيين، قلبوها في النهاية إلى فوز عريض هم بحاجة إلى تعزيزه في كوريا ومباغتة الخصم السريع بحسم مبكر يلخبط الأوراق ويحد من مباغتات سيونجنام وتسديدات لاعبيه القوية فهم يحتاجون لهدف واحد فقط كي يعلنوا تأهلهم وهذا يعني أن انتصار الشباب في الرياض لم يكن مطمئنا وكم أخشى عليه من هذه النتيجة لأن شباكه تلقت 3 أهداف في أرضه وهو ما يتم الحسم به في نزالات الذهاب والإياب إذا كانت الأهداف متساوية.

أيضا الهلال يجب ألا يستسلم أو يعجب بتقليل الإعلام من خسارته كونها بهدف يتيم! ولعلكم تذكرون عندما خسر النصر لقاء ذهاب النهائي الخليجي من الأهلي في جدة بهدف وظهر الجانب النصراوي مبسوطا من الخسارة وأنها جيدة، وهذا بالضبط ما تفعله بعض الصحافة اليوم مع الزعيم على الرغم من صعوبة المباراة القادمة لأن ذوب آهن لن يسلم بسهولة وسيعمد إلى حماية تقدمه بحشد دفاعي ومفاجأة الاندفاع الأزرق المتوقع بضربة مرتدة تلخبط الأوراق الهلالية وتضغط لاعبيه نفسيا.

بالتوفيق للفريقين السعوديين اللذين يجب أن يدركا أن المهمة ليست سهلة وأن المنافسين يطمحان ويسعيان أيضا إلى نفس الهدف.

وأخيرا كنتُ أتمنى لو أقيم النزال الدوري بين الهلال والشباب في موعده الجمعة المقبل إذ يفترض أننا في عصر الاحتراف وأن لاعبينا محترفون وكنا نراهم في الدوريات الأوروبية يلعبون السبت والأحد وبعدهما بيومين أي الثلاثاء والأربعاء تخوض ذات الفرق نزالات قارية قوية! هذه التأجيلات ستضر الفريقين أكثر مما تخدمهما!.