قد تزيد على عدد أصابع اليدين قليلا هي الأسماء المؤثرة إبداعيا في المشهد السردي السعودي، كلنا نعرفها ونقرأ لها ونتابع أخبارها، وحولها – شئنا أم أبينا- تجتمع هالات الضوء الإعلامي والنقدي كذلك، وعليها تتمحور النقاشات والجدالات والتوافقات، ولا يكاد يخلو ملتقى سردي أو نقدي من تناولها، أو حضورها الشخصي، وهذا بالطبع له جوانبه الجيدة، لكنه مثل كل الأمور في حياتنا لن ينجو من جوانب سلبية مهمة أورد بعضها في ثنايا هذا المقال القصير.

منها أنه على الرغم من تكاثر أعداد كتاب وكاتبات الرواية عندنا إلا أن الاهتمام لا ينصبّ إلا على نتاج هذه الأسماء، ولعل من تمكن من حضور معرض الرياض الدولي للكتاب رأى وراعه الكم الهائل من الروايات السعودية التي حفلت بها دور النشر، وإن كانت الكثرة لا تعني الجودة بالضرورة، غير أن المتلقي وبنسبة كبيرة لن يبتاع إلا نتاج هذه الأسماء باعتبار خبرته القرائية واستمتاعه الذاتي للمضامين المعتاد طرحها من قبل هؤلاء الكتاب، وفي هذا –ولاشك- ظلم لمن هم على أول الطريق يبحثون عمن يتلقف نتاجهم، ويعيره اهتماما ويعمل على إبرازه خاصة في الملحقات الأدبية والصفحات المتخصصة المتهمة هي الأخرى بمتابعة وتلميع تلكم الأسماء.

الأمر السلبي الآخر، أن بعضا من الأسماء التي حفرت حضورها في المشهد قد تتساهل في تقديم ما يثري ويمتع المتلقي ويحفل بالفنية المطلوبة؛ مستندة إلى ارتهانه إليها ووقوعه تحت تأثيرها زمنا طويلا، وواثقة أنه مهما كانت القيمة الفنية للمنجر، فإن صاحبنا المسكين سيكون في الموعد لأن عقله "اللاوعي" ارتبط برباط وثيق بكل ما يصدر عنها سواء أكان جيدا أم غير ذلك.

أمر أخير -بحسب ما تسمح به هذه المساحة- هو سعي دور النشر الشهيرة وملاحقتها للرموز السابقين وبصورة تجارية بحتة لا تحتفي بالمضمون بالقدر الذي تتكئ فيه على الاسم القادر على النفاد في سوق البيع، متغافلة – بعضها بالطبع- عن دعم الأقلام المقبلة، وعن معطيات المرحلة، وعن دور الشباب المبدعين في رفد الحركة الإبداعية، والحضور المختلف، ناهيك عن أن أسماء شابة تمكنت بالفعل من فرض وجودها على الرغم من التضييق غير المباشر بحكم الريادة والعلاقات والوشائج المحكمة بين دور النشر وبين الأسماء اللامعة المحتكرة لذهنية المتلقي والمسيطرة على ميوله وبصورة قد تكون غير مباشرة وغير مقصودة أيضا.