شن المتشددون في الحكومة الإيرانية هجوما شديدا ضد تصريحات رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني، التي أقر فيها "بوجود ظلم مستمر وقمع متواصل واعتقالات عشوائية وانتهاكات في السجون الإيرانية، وتلاعب بالانتخابات وأصوات الشعب"، خلال كلمته أثناء مراسم تأبين زوجة الخميني مؤسس إيران، الأحد الماضي في طهران، وانتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاءت ردود أفعال كبار المسؤولين العسكريين والقضاة وعدد من النواب إزاء الانتقادات التي وجهها رفسنجاني لمن وصفهم بـ"المتحجرين والمترددين، خلال انتقاده، للممارسات السيئة المصاحبة بالقمع التي تمارس بحق السجناء في إيران". ووجه قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، تهديدا مباشرا لرفسنجاني، وقال: "عندما يريد النظام الإسلامي أن يطبق العدالة ويحاكم الرؤوس الكبار أمام الرأي العام، فمن الطبيعي أن يقوم هؤلاء بالتظلم ورفع شعار "وا إسلاماه..". إنهم يريدون أن يقلبوا العدل ظلما".

كما رفض المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجائي، تصريحات رفسنجاني، حول سوء المعاملة في السجون قائلا: "إن لم تستند تصريحات رفسنجاني إلى أدلة، فإنها تندرج ضمن إطار تهمة تضليل الرأي العام".

ووصف عدد من نواب اليمين المتشدد والأصوليين في البرلمان الإيراني، بينهم سيد باقر حسيني، النائب عن زابل، وأحمد بخشايش النائب عن أردستان، ومحمد حسن أصغري وثلاثة نواب آخرين، تصريحات رفسنجاني، بأنها "خيانة للثورة وتشكيك في النظام".

وقالت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، إن تصريحات رفسنجاني "تتطابق مع تقارير مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران".

ويرى مراقبون أن تصريحات رفسنجاني تأتي في سياق حملة دعائية لتعزيز موقعه، والإصلاحيين لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المزمع إجراؤها بعد عشرة أشهر، وبالتالي تعزيز موقع الرئيس الإيراني حسن روحاني المتحالف مع الإصلاحيين.

من جانبها، ذكرت صحيفة "اعتماد" أن رفسنجاني أصبح بعد هذه التصريحات "تحت رحمة سيف الانتقادات وتساوره هذه الأيام مخاوف من تصرفات أولئك المتحجرين والمترددين والإسلاميين الجدد، ولذلك وجه كثيرا من الانتقادات إليهم".

ووصفت الصحيفة التصريحات بـ"غير المعهودة"، إذ تحدث رفسنجاني عن "ذكرياته مع الخميني حول إلغاء شعار "الموت لأميركا"، وكذلك المواقف السلبية لرجل الدين المتشدد مصباح يزدي في الأيام الأولى للنضال ضد نظام الشاه".

وكشفت أن ذكريات رفسنجاني عن زوجة الخميني تسببت له في ورطة أمام بعض وسائل الإعلام، مطالبة إياه بأن "يختصر ذكرياته على الأحياء وأن يترك الأموات وشأنهم".