محمد الطريفي، شاب سعودي لا أعرفه ولم يسبق لي أن التقيته. هو أحد أصدقائي في هذا العالم الافتراضي. وجدته في فضاء برنامج التواصل العالمي "سناب شات".
هذا البرنامج الذي يُمكّن الإنسان من عرض بعض تفاصيل حياته العامة ومشاهداته اليومية، وأعترف أنني أحد الذين تورطوا في عشق هذا البرنامج دون سواه.
اللقطة هي سيدة الموقف في (SnapChat). يجب أن تعتني بلقطاتك. حركاتك. عباراتك. ولا تنشر إلا ما كنت مقتنعا بقيمته. حتى وإن كان في إطار كوميدي. لأنها المعيار الوحيد على نجاحك في البرنامج.
راهن البعض على عدم نجاح هذا البرنامج حين انطلاقته، إلا أن الواقع -من تجربة شخصية وبالبرهان من إحصاءات حسابي- يؤكد أن الشباب السعوديين -من الجنسين- زحفوا بأعداد هائلة نحو هذا العالم الشاسع، حتى أصبحوا هم رواد الموقع بامتياز!
وحتى لا نقع في فخ الاستطراد، أعود إلى "محمد"، أحد رواد هذا الموقع. لفت نظري استغلاله هذا الموقع بطريقة إيجابية مذهلة. هو يحدثك كل صباح في مقاطع قصيرة عما يشاهده أمامه. المسافة بين منزله ومقر عمله. هاتفه الجوال كاميرا متنقلة، تلتقط أبرز ما يشاهده في هذا الطريق الذي عرفنا أغلب تفاصيله. حتى المقهى الذي يتناول قهوته فيه عرفناه. يحدثك عن السلوكيات الخاطئة. عن الازدحام. عن الشاي وكأنك تشربه معه! يحدثك عن إذاعات FM. عن الأكل ونوعياته. عن التعامل مع الآخرين في الشارع. عن النوم والساعة البيولوجية. عن أي شيء يخطر على باله، ولم يخطر على بالك، خلال ثوان قليلة، لا تتجاوز ثلاثين ثانية. يقدمها كل صباح بأسلوب عفوي محبب للنفس!
لا أميل إلى الترويج للحسابات، ولو فعلت لقمت بالدعاية لحسابه لأنه يستحق النشر. من هذه النقطة أتمنى على وسائل الإعلام -المسموعة والمرئية بالذات- منح هذه النماذج الإيجابية في المجتمع الفرصة للظهور، وتقديمها كنموذج جميل للتعامل مع هذه المواقع. نحن بلد نصف سكانه من الشباب والشابات. لو استطعنا أن نؤثر في ربع هذا العدد بشكل صحيح سينتشر الوعي ويثمر بصورة سريعة في البلد.
هؤلاء أفضل ألف مرة من الذين سخّروا مواقع التواصل لغير غاياتها الحقيقية.