كشف المحلل السياسي الباكستاني عبدالحي أنيس أن الشارع الباكستاني فوجئ بقرار البرلمان الذي اشترط التدخل الباكستاني في عاصفة الحزم فقط في حال تعرضت الأراضي السعودية لأي اعتداء. وقال في تصريحات إلى "الوطن" أمس: "لو سألت أي رجل شارع قبل قرار البرلمان، سيخبرك أن الموافقة ستكون هي لغة القرار، ولكن البرلمان تذرع بأن إيران دولة جوار لباكستان، وكذلك أن الأراضي السعودية آمنة، ولم تتعرض لأي خطر"، مضيفا أن القرار نص على أن أمن المملكة خط أحمر. وتابع أن وجود أحزاب ومذاهب متعددة داخل البرلمان هو السبب في حيادية الموقف.

وأكد أنيس أن مراعاة البرلمان للجوار الإيراني دليل على قناعته بتورط إيران، وأن لها صلة بما يحدث في اليمن، عبر دعم التمرد الحوثي، مؤكدا أن علاقات التعاون السعودي- الباكستاني لا تزال قوية، ولن تؤثر فيها مثل هذه المواقف.

وأشار خلال حديثه إلى أن التردد البرلماني ربما تكون عواقبه غير جيدة على تحالفات باكستان مع دول المنطقة، لا سيما أن العلاقات مع الهند ليست في أفضل حالاتها، وأنه كان على الحكومة أن تتجاوز موافقة البرلمان أو غيره، لأن الدفاع عن أمن المملكة في نظر غالبية المسلمين والباكستانيين هو واجب مقدس، لأنها قبلة المسلمين، التي تحتضن الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي.

وألمح أنيس إلى أن وزير الخارجية ربما كان له دور في قرار البرلمان، لأنه أبلغ الحكومة عن وجود معارضين إيرانيين على الحدود مع باكستان، وأن طهران ربما تعمل على تصفيتهم، حتى لو وصل الأمر إلى التوغل داخل الأراضي الباكستانية، واختتم بالقول "قضيتنا الأولى هي بلاد الحرمين الشريفين، ولن ننتظر في أي وقت تهديدا من أي دولة في العالم.