أكد رئيس المكتب السياسي لجبهة الأحواز الديموقراطية والخبير في شؤون الشرق الأوسط محمد أحمد الأحوازي، أن المتابعين للأحداث التي تمر بها اليمن بعد القرار الحكيم الذي اتخذته المملكة أدركوا صواب القرار الذي أشاد به وأيده غالبية الشعب الأحوازي، وبسبب هذا الموقف العربي الجديد، أصبح للأحوازيين رؤية أخرى جديدة للمنطقة ولنتائج عاصفة الحزم التي لم يمض على انطلاقها وقت طويل، إلا أن آثارها بدأت تظهر بوضوح في المنطقة. وأشار إلى أن الدول العربية هي الأفضل من حيث القوة العسكرية مقارنة بالجيش الإيراني.
وأضاف الأحوازي، أن الإقليم المحتل من إيران بات يشهد ثورة مشتعلة ومتحركة يوميا ومن مدن مختلفة، قائلا "نحن ننظر إلى ما يجري في اليمن على أنه مواجهة عربية شاملة وليست من المملكة فقط لمواجهة التوسع الإيراني الذي استمر عشرات السنين، ولم يقف أحد بوجهه حتى وصل العراق، وسورية، ولبنان، قبل أن يمتد إلى اليمن، لأن طهران تبحث عن موطئ قدم لها وسط الدول العربية والخليجية، لافتعال القلاقل فيها وإيجاد حالة من عدم الاستقرار وكل ذلك يعد حسدا لهذه الدول على النعمة والثروة التي من الله بها على تلك الدول، وعلى ما تنعم به من ثروات أخرى، مثل المجتمعات التي غالبية عناصرها من الشباب المتعلم. لذلك نرى أن القرار بشن عمليات عاصفة الحزم كان عملا حكيما وبالتأكيد نتج عنه أكثر مما توقعنا في البداية.
وأضاف الأحوازي، أن محاولات إيران السابقة للتدخل في البحرين والتعدي على حرمات دولة خليجية ذات سيادة قد فشل فشلا ذريعا ولو لم تقف قوات درع الجزيرة في وجه ذلك المخطط بكل قوة، لما تراجعت إيران عن البحرين وكانت تخطط للتمدد أكثر وأكثر في الداخل البحريني والآن مع هذا الموقف القوي فقد فشل مخطط إيراني آخر للتمدد في الدول العربية، وعلى إيران أن تفكر في لملمة نفسها وإيقاف أطماعها التوسعية.
تراجع الفرس
ومضى بالقول "إيران شغلت نفسها في الوقت الحالي بأربعة حروب، وهي ليست قادرة على مواجهة القوة العربية التي رفضت أطماعها التوسعية ومخططاتها التآمرية، بعد أن تجاوز العرب في السابق عن الكثير من التصرفات الاستفزازية، وأنا على ثقة أن طهران سوف تتراجع عن أطماعها في البحرين وفي اليمن وفي كل الدول العربية، ما دامت المواجهة بهذه القوة التي نراها في الوقت الحالي من عاصفة الحزم".
ومضى المعارض الأحوازي بالقول إن التمدد الإيراني في العراق وسورية ولبنان كان بسبب عوامل متعددة، في مقدمتها عدم وجود استراتيجية واضحة لوقف ذلك التدخل، إضافة إلى أنها استغلت بعض العملاء الخونة من أبناء تلك الدول لتمرير مخططاتها التوسعية، فقد كان العرب دائما يتحدثون عن الخطر الإسرائيلي وانشغلوا بذلك كثيرا، بينما الخطر الحقيقي كان من جانب إيران. ومع التسليم بالخطر الذي تمثله إسرائيل إلا أننا نقول إن الخطر الإسرائيلي أقل شأنا مما تمثله طهران من تهديد لأمن الدول العربية، فهي تتدخل في شؤون الدول العربية باسم الإسلام وتحت ذريعة التشيع ونصرة الشيعة، فتدخلت هنا وهناك وطوقت المنطقة وهي في الواقع تنفذ سياسة فارسية عنصرية لا تقل خطرا إن لم نقل أكثر مما يمثله التهديد الصهيوني للعالم العربي.
عمالة وخيانة
وأضاف الخبير في شؤون الشرق الأوسط أن إيران وجدت أرضا خصبة في العراق، بعد ما حدث من غزو أميركي عام 2003، مبينا أنها ساعدت القوات الأميركية المحتلة وكانت تدرك منذ البداية أنها ستكون الرابح الأكبر من إسقاط النظام السابق في العراق، وغالبية القيادات التي تواطأت مع الغرب وانتقلوا إلى طهران على ظهور الدبابات الأميركية كانوا من الموالين لإيران والمتشبعين بسياساتها المذهبية والطائفية ويدينون بالولاء لولاية الفقيه في إيران وهم الذين يتحكمون في مصير العراق اليوم، ولكن هذه الأوضاع بالتأكيد لن يكون بمقدورها الاستمرار، نظرا لما يجري اليوم في سورية، أو العراق، لإسقاط هذه الأنظمة التي باعت أوطانها للمحتل الفارسي.
وحذر الأحوازي من الاعتقاد بأن خطر التمدد الإيراني في الدول العربية قد انتهى في الوقت الحالي، وتابع بالقول "يجب ألا نقول على عجل إنه تم وضع حد نهائي للتوسع الإيراني، لأن هذا النظام بدأ بمناورات سياسية وبدأ يتحدث عن الحوارات الأخوية بين الفرقاء وبين الجهات المختلفة ونحن نعرف أن السياسة الإيرانية مبنية على استراتيجية واضحة في التدخل والتوسع، لكنها عندما تواجه صعوبات تزعم الاتجاه للسلم وتأتي تتحدث وتسعى بخبث للمصالحة والهدنة ولكن العاصفة واجهة مخططات إيران في اليمن بكل قوة بعكس ما حدث في العراق وسورية ولبنان، ولذا فهي تصول هنا وهناك بحثا عن الحوار والمصالحة، لكن طهران إذا أرادت السلم مع العالم العربي فعليها أن تسحب قواتها من العراق ومن سورية، وأن تترك الشعبين العراقي والسوري يقرران مصيرهما".
دعوة جماعية
وألقى رئيس المكتب السياسي الأحوازي باللوم على الدول التي وقفت وقوف المحايد، أو اكتفت بالمشاهدة من الدول العربية والإسلامية، وقال "نحن بالدرجة الأولى نلوم لوما شديدا للدول العربية التي التزمت الصمت، ومع ذلك أرى أن القوة التي أبدتها القوات السعودية وقوات دول التحالف العربي هي التي سترغم الآخرين على إعادة حساباتهم في العلاقة مع إيران، ولكن كان على تلك الدول إدراك أن التهديد الإيراني ليس مقصورا على هذه الدول الأربع إنما يتجاوزها إلى بقية الدول وأن الدور سيأتي عليها جميعا. ولا ينبغي أن ننسى أن إيران تحتل كذلك جزرا إماراتية ولديها أطماع في بقية دول الخليج العربي.
وعن المزاعم الإيرانية بامتلاك تفوق في ميزان القوى العسكرية لصالحها على حساب دول الخليج، قال "إيران لا تمتلك ترسانة حربية متطورة وأحدث الطائرات التي تملكها هي من طراز F4 أو F5 الأميركية وهذه الطائرات عمرها 60 عاما وسعت طهران إلى إجراء تعديلات عليها وبقية الطائرات التي تملكها قديمة وليس لديها سوى عدد محدود جدا من الطائرات الروسية التي لا يمكنها أن تواجه القوة الجوية لدولة عربية واحدة، ناهيك عن بقية الدول. كما نعلم جميعا أن القوة البحرية والجوية للمملكة العربية السعودية هي قوة كبرى ليس على مستوى المنطقة فقط بل على مستوى العالم أجمع. كما تمتلك الإمارات قوة جوية رادعة. ولأن الحرب أصبحت في الوقت الحالي عن طريق التقنية، فنستطيع القول بوضوح إنها بيد العرب وليست بيد إيران. ونظام طهران يتوسع عن طريق العملاء والخونة أما القوة العسكرية فهي تفتقدها تماما".