تسلم الأمير سعود الفيصل حقيبة الخارجية من والده الملك فيصل حين توفي عام 1975، وكان حينها ملكا ووزيرا للخارجية، وهذا يعني أن أجيالا من السعوديين لا يعرفون سوى وزير خارجية واحد منذ 40 عاما، ولأنه يشبه والده في الشكل والطباع، امتد حبل العشق بينه وبين معاصري الملك الراحل من كبار السن، وصار بالنسبة لهم الفيصل الجديد المتجدد.
حين تتحدث عن سعود الفيصل، ربما تخذلك اللغة لتجد فيها ما يتسامى مع قامة هذا الرجل، وينصف تاريخه الكبير في إدارة الأزمات العربية، وحمل ثقال القضايا والسير بها في مدن العالم وقبب المجالس. لا تعرف ماذا يخبئ في جعبته والى أين يتجه، تراه مرة داهية من دهاة العرب ومرة أخرى حمامة سلام، وفي الحالتين لا تملك إلا أن تصفق وتصفق.
يتقن سعود الفيصل 7 لغات، إضافة إلى العربية، منها: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والعبرية، ورغم مرضه منذ سنوات، إلا أنه ما زال واقفا منتصبا يقارع الخطوب ويتنقل من بلد لآخر، يضع يده على مكامن الخلل، ويعمل جاهدا من أجل نهضة بلاد المسلمين والعرب وتقرير مصيرها وعودتها عن دائرة الصراع.
لسعود كاريزما مختلفة، لا يشبهه أحد، فلا يظهر إلا جادا غير عابس، واثقا غير متكبر، عروبيا غير أيدولوجي.
عاش حياته مهموما بهموم الأمة ومتحمسا لتغيير مستقبلها، ويعدّه السعوديون والعرب واحدا من أهم الشخصيات السياسية العربية التاريخية التي أسهمت طوال العقود الأربعة في حماية مصالح المنطقة ودرء المخاطر عنها، بحكمته وبعد نظره وسلامة قوله وفعله، ولن نجد أكثر صدقا مما قاله خالد الفيصل واصفا قامة شقيقه سعود:
هز المرض راسه ولا مال راسه
وقفة جبل دون الوطن لأربع عقود
تدرون من يملا عيون السياسه؟
سعود لا قبله ولا بعده سعود