انطلقت أمس فعاليات ملتقى "وطني قبلة المسلمين" الذي تنفذه الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة لمدة ثلاثة أيام، في حضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، والمدير العام للتعليم بالمنطقة محمد الحارثي، ويستهدف نحو 5 آلاف من مديري ومديرات المدارس والمرشدين والمرشدات والمشرفين والمشرفات التربويات، ورواد النشاط والتوعية الإسلامية في جميع مدارس منطقة مكة المكرمة.
ودعا الدكتور السديس خلال كلمته التربويين والتربويات إلى الحرص على لزوم راية الجماعة واللحمة بين أبناء الوطن في الدفاع والذود عن بلادنا قبلة المسلمين ومهبط الوحي، وامتثال السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف، مشيرا إلى أنه عند وقوع الفتن يجب أن تكون هناك مواقف مبنية على الوسطية والاعتدال كمنهج يحتذيه المسلم في الرخاء، فإنه في البأساء أولى أن يكون الحرص على تحقيق ذلك المنهج تحقيقا للأمن والاستقرار، مضيفا أن المسلم فضلا عن التربويين والتربويات مطالب بأن يكون عينا ساهرة على دينه ووطنه.
وأضاف أن من الأمور والسبل المهمة التي تعزز سبل الأمن الفكري في المجتمعات التربوية، القدوة الحسنة ممن اضطلعوا بالإدارة أمام الأجيال والشباب، والتحلي بالأخلاق الحسنة وحسن الإدارة وقوة الإرادة، والقدرة على إيصال الخير والقيم التي معكم بالممارسة، وأن يكون منطلقا من تخطيط وأسس سليمة وكذلك الأسلوب الحسن المحبب للناس والرفق والرحمة بهم.
ودعا إلى كشف مواطن الانحراف بأشكاله، لا سيما في ظل وجود المشاكل التي تواجه شبابنا في ظل الزخم والثورة الإعلامية الهائلة والفضاء الرحب، لبناء جيل متسلح بالعلم والوسطية ومحاذرة كل انحرافات تخرج بهم عن المنهج السليم بالحكمة واللين، لأن الفكر لا يعالج إلا بفكر مثله والعنف لا يولد إلا عنفا، داعيا لجنود عاصفة الحزم البواسل المرابطين والمدافعين عن الوطن بأرواحهم بالنصر والتمكين. من جانبه، أكد الحارثي أن الملتقى يهدف إلى تعزيز الوسطية والاعتدال، وتنمية حب الوطن والانتماء، والتصدي لكل ما يؤثر في تماسك المجتمع وزعزعة ثوابته القائمة على الكتاب والسنة.